دهام بن عواد الدهام
ما أقدمت عليه حركة حماس يوم السبت السابع من أكتوبر 2023م، ورغم كل المواثيق والتشريعات الدولية التي تعطي الحق للشعوب مقاولة الاحتلال بالطرق التي تحقق لها أهداف الاستقلال وإنهاء الاحتلال إلا أنه مع فوارق المعطيات والإمكانات وحضور الآلة العسكرية الوحشية بمساندة دول غربية للمواقف الإسرائيلية وتأليب إعلامي تخالف كل الحقائق والحقوق، فقد كان ما قامت به إسرائيل عملاً وحشياً ضد الشعب الفلسطيني والأطفال والنساء الأبرياء والبنى التحتية، ومما يثير الدهشة الأكبر هو تداعي دول غربية بشكل غير مسبوق (بإرسال البوارج والسفن العسكرية والطائرات إلى شرق المتوسط، وهو أكبر من مقاومة لحماس) بتأييد استمرار الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه الوحشي على الأبرياء العزل وتدمير البنى التحتية وهدم البيوت وقصف المدنيين ومقومات الحياة للشعب الفلسطيني في غزة لم تنجُ مدارس ولا مستشفيات من هذا العدوان ومما يشعر بالخيبة من عدم توفر العدالة في الأزمات والصراعات، هو تناقض تلك المواقف، فحين يقف وزير خارجية إحدى هذه الدول ويدين روسيا في صراعها مع أوكرانيا حين قصفت مصادر الماء والكهرباء والبنى التحتية لم تكتف تلك الدول بإدانة روسيا بل فرضت عليها العقوبات والمقاطعة، في الوجه الآخر من الصراع الفلسطيني لمقاومة الاحتلال هو دعم هذه الدول لمخططات إسرائيل أكبر لممارسة جريمة ضد القانون الدولي والإنساني بالقضاء على الإنسان في غزة والعمل على تهجير سكانها ودعم الاحتلال بإرسال المساعدات العسكرية والدعم السياسي والإعلامي الكاذب، حين يصنع هذا الإعلام الروايات الخادعة لتشكيل رأي عالمي مخدوع ضد الفلسطيني الذي يدافع عن حقه بالاستقلال والدولة والحرية، وحتى التحركات السياسية الدبلوماسية لبعض الدول ليست سوى ترسيخ للدفاع عن المواقف الإسرائيلية والتداعي لبعض هؤلاء الساسة بالحمية الدينية للدولة اليهودية والدعم الدبلوماسي على مستوى القيادات مثل زيارة الرئيس الأمريكي وتصاريحه التي تدعم الوحشية الإسرائيلية إلى الدرجة التي يدعي فيها أن من قصف المستشفى هي الفصائل الفلسطينية.
أحداث اليوم في غزة ورغم وحشية الكيان الصهيوني في ردة الفعل على ما قامت به حركة حماس ينذر بإشعال المنطقة وينسف كل الخطوات الإيجابية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية بتوجيهات من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وقيادة سمو ولي العهد -حفظهما الله- لصنع السلام والاستقرار في المنطقة بإجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا للمواثيق والقرارات الأممية وكما رسختها المبادرة العربية للسلام.
إن الموقف الحازم للمملكة ما عبر عنه سمو ولي العهد -حفظه الله- بعد أن التقى سموه وزير الخارجية الأمريكي حين صرح بـ(ضرورة العمل لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، مؤكداً سعي المملكة لتكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد القائم واحترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك رفع الحصار عن غزة، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم. وشدد سموه على رفض المملكة استهداف المدنيين بأي شكل أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية)..
ونظرتي الشخصية أن اللقاءات الدبلوماسية المكوكية وأوقاتها وأزمانها وفترات الانتظار تتحدث عن مواقف سياسية صارمة ورسائل تقرأ وتفهم...
تستند إسرائيل إلى دعم غربي مباشر سياسيًا وفي أروقة الأمم المتحدة سلاح الفيتو حاضر لأي قرار حتى ولو هدنة لدواعي إنسانية تساعد الشعب الفلسطيني في غزة من وطئة الأعمال الوحشية الإسرائيلية وعسكريًا وحتى إعلاميًا والذي فقد كل مصداقية حين أغفل الحقائق وقلب الصورة في إنتاج مشاهد مفبركة يجيرها لتأليب الرأي العام العالمي ضد الشعب الفلسطيني.. (للأسف انساق لهذه الخدع بعض من إعلام وإعلاميين عرب).. إشعال المنطقة بتهورات إسرائيلية وتدخلات دول وجماعات في إشعال الصراع يضرب بمستقبل المنطقة ويعيد الصراع إلى حالة الانفجار، في حين تعمل الدول ذات المصداقية بالحرص على استقرار المنطقة وشعوبها بأمن وسلام لن يتحقق برصاص البنادق وقتل الأبرياء وانتهاك حقوق الشعوب. وقد أكدت بلادي مواقفها الراسخة في دعم الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه وحقوقه في الدعم المستمر مادياً وسياسياً، وكان البيان الصادر من وزارة الخارجية بتاريخ 17 أكتوبر 2023م عن استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأهلي المعمداني والذي أودى بحياة المئات من المدنيين، وأضاف البيان أن على المجتمع الدولي التخلي عن ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيق القانون الإنساني الدولي عندما يتعلق الأمر بالممارسات الإسرائيلية الإجرامية..