جامع روضة سدير:
يقع جامع روضة سدير في حي الحزم الواقع وسط البلدة، على خط طول (25.36.44.5) وعرض (45.33.39.5)، ولا يعرف تاريخ أول بناء للجامع؛ ولكن المرجح أن تأسيسه كان بعد توسع البلدة في مطلع القرن الحادي عشر الهجري تقريباً، حيث تم بناء الجامع وله منارة طويلة الارتفاع مخروطية الشكل، ويوجد في المسجد خلوة تحت سرحة المسجد.
أئمة الجامع:
تولى إمامة الجامع أئمة كثر من أقدم من عرفنا منهم: قاضيها الشيخ سليمان بن علي بن مشرف التميمي (ت 1079هـ) جد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن سلطان بن خميس أبابطين قاضي الروضة (ت 1121هـ)، وابنه الشيخ عبدالعزيز (ت 1158هـ)، وحفيده الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز أبابطين، والشيخ حمد بن غنام قاضي الروضة وسدير سنة 1160هـ، والشيخ حميد بن حمد قاضي الروضة وسدير سنة 1227هـ تقريباً، وغيرهم.
وقد اطلعت على وثيقة كتبها الشيخ عمر بن عبدالكريم بن عمير المترجم له، وذكر فيها أئمة الجامع الذين يعرفهم، ونورد النص الذي ذكره في الوثيقة: «... في صفة وقف تصرف غلته على مسجد الجامع في بلد الروضة بين إمامه وصوامه وفي عمار المسجد إلى الآن من وقت ابن غنام قاضي سدير إلى أن ولى إمامته الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين ثم ولى بعده جملة أئمة ما أعرفهم إلى أن وليه عبدالله بن فنتوخ جملة سنين ثم بعده إبراهيم بن عبدالرحمن أبابطين ولى إمامته قدر ثلاثين سنة او يزيد ثم الشيخ عبدالعزيز بن صالح ثم أنا...»
نسبه ونشأته:
هو الشيخ عمر بن عبدالكريم بن عمير بن عبدالله بن ناصر بن عبدالله بن حسن بن عامر بن ماجد بن عامر الناصري التميمي، ولد ونشأ في بلدة روضة سدير، في الربع الأول من القرن الثالث عشر الهجري، وتربى في كنف والده ووالدته سارة بنت محمد بن ناصر بن عبدالله الناصري التميمي.
تعليمه:
تعلم مبادئ القراءة والكتابة في مدرسة الكتاتيب في بلده الروضة، وحفظ القرآن الكريم ومبادئ العلوم الشرعية على يد والده، وعلى الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين إمام جامع الروضة وقاضي سدير، والشيخ عبدالله بن فنتوخ إمام جامع الروضة الذي تولى الإمامة بعده الشيخ إبراهيم بن عبدالرحمن أبابطين، وكذلك على أيدي معلمي إقليم سدير، ومنهم ناصر بن محمد بن ناصر وغيرهم ، كما عاصر الشيخ عمر بن عبدالكريم كثير من أهل العلم من مشايخ وقضاة وأئمة مساجد وطلبة العلم وكتاب الوثائق والعقود.
القضاة الذين عاصرهم:
عاصر عدداً من القضاة فمنهم من راسله، ومنهم من كتب عنده بخطه الجميل، ومنهم:
- الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين (ت 1282هـ) قاضي سدير، ومقره بلدة الروضة.
- الشيخ عثمان بن عبدالجبار (ت1242هـ) قاضي سدير, ومقره المجمعة.
- الشيخ عبدالرحمن بن حمد الثميري (ت 1277هـ) قاضي سدير، ومقره المجمعة.
- الشيخ عبدالعزيز بن عثمان بن عبدالجبار (ت 1273هـ) قاضي سدير، ومقره المجمعة.
- الشيخ عثمان بن عبدالعزيز بن منصور (ت 1282هـ) قاضي سدير ومقره جلاجل ثم الحوطة.
- الشيخ عثمان بن علي بن عيسى (ت 1285هـ) قاضي سدير, ومقره المجمعة.
- الشيخ عبدالعزيز بن حسن الفضلي (ت1299هـ) قاضي ملهم والشعيب، تولى قضاء سدير سنة 1271هـ، وهو شيخ المترجم له.
- الشيخ عبدالعزيز بن صالح بن مرشد (ت 1324هـ) قاضي سدير, تزود منه، وجالسه كثيراً، لأنه كان إماماً لجامع الروضة، ثم تولى عمر بن عبدالكريم بن عمير من بعده.
- الشيخ إبراهيم بن محمد العتيقي (ت 1315هـ)، قاضي سدير ومقره المجمعة.
- الشيخ محمد بن عبدالله بن راشد الفرضي (ت1339هـ)، قاضي عسير، تزود منه لما كان في بلد الروضة قبل انتقاله إلى عسير.
- الشيخ حسن بن حسين آل الشيخ (ت1341هـ) قاضي سدير سنة 1308هـ.
ومن طلبة العلم الذين عاصرهم:
عاصر كثيراً من طلبة العلم المتميزين بكتابة الوثائق والعقود، والذين تولوا الإمامة في المساجد، ونذكر منهم:
- الشيخ عبدالمحسن بن عبدالرحمن أبابطين (1275هـ)، أخو الشيخ عبدالله أبابطين قاضي سدير.
- الشيخ إبراهيم بن عبدالرحمن أبابطين، إمام جامع الروضة من سنة 1257هـ إلى سنة 1287هـ تقريباً.
- الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز أبابطين، إمام مسجد مشرفة سنة 1268هـ، وابنه الشيخ عبدالعزيز الذي تولى بعد والده في إمامة مسجد مشرفة.
- الشيخ عبدالعزيز بن سليمان بن دامغ، معلم القرآن الكريم، الذي انتقل إلى عنيزة بالقصيم وتولى جامعها.
- الشيخ محمد بن حمد بن عمير بن ناصر، وهو من كتاب الوثائق والعقود عند القضاة، وخطه جميل ومتميز.
- الشيخ زامل بن حمد بن محمد بن لعبون.
- المؤرخ إبراهيم بن محمد بن عنيق، إمام جامع بلد التويم.
- الشيخ إبراهيم بن زيد بن ماجد، إمام جامع الروضة سنة 1302هـ إلى 1312هـ.
- الشيخ محمد بن عبدالله بن عبيد، إمام مسجد مشرفة 1286هـ في بلدة الروضة.
- الشيخ سليمان بن إبراهيم بن معيوف، من كتاب الوثائق والعقود عند القضاة، وخطه معتمد، وهو من نظراء بلدة الروضة.
- الشيخ عبدالله بن عيبان بن عيبان بن عضيب، من كتاب الوثائق سنة 1245هـ.
- الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عيبان، من كتاب العقود والوثائق، وهو إمام الغزو مع الإمام فيصل بن تركي.
- الشيخ عثمان بن عبدالله بن عيبان، من كتاب الوثائق والعقود، وهو من مأموري بيت المال في سدير.
- الشيخ عبدالكريم بن حمد بن علي، إمام جامع الداخلة سنة 1268هـ إلى 1298هـ، وأخوه الشيخ مشاري بن حمد بن علي الذي تولى الإمامة بعده سنة 1299هـ.
كذلك عاصر عدداً من أمراء روضة سدير، ومنهم:
- الأمير عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي من سنة 1236هـ إلى سنة 1267هـ تقريباً.
- الأمير تركي بن فوزان بن ماضي سنة 1271هـ.
- الأمير مشاري بن عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي سنة 1285هـ.
- الأمير محمد بن عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي سنة 1292هـ إلى سنة 1302هـ.
- الأمير محمد بن إبراهيم بن ماضي سنة 1303هـ إلى 1310هـ.
أعماله:
تولى عمر بن عبدالكريم بن عمير إمامة الجامع في بلدة روضة سدير سنة 1289هـ إلى سنة 1296هـ، كذلك كان يقوم بكتابة الوثائق والعقود والمواثيق في البلد، وراسل الأمراء والقضاة في إقليم سدير، رأيت له رساله إلى الشيخ عبدالعزيز بن صالح مرشد لما انتقل إلى الرياض سنة 1289هـ، يسأله عن نقل المدرسة في بلد الروضة، ورسالة إلى الشيخ عبدالعزيز بن حسن الفضلي يسأله عن وقف للمساجد، كذلك قام بكتابة الوثائق عند قضاة سدير، وخاصة عند الشيخ عبدالرحمن بن حمد الثميري، والشيخ عثمان بن عبدالعزيز بن عبدالجبار، وغيرهم من قضاة سدير، نسخ كثيراً من الوثائق في إقليم سدير، وخاصة في بلدة الروضة وتوابعها، رأيت له كتابات من سنة 1253هـ إلى سنة 1305هـ، وخطه جميل ومتميز.
ذريته:
تزوج الشيخ عمر بن عبدالكريم بن عمير بسارة بنت محمد بن ناصر بن عبدالله بن ناصر الناصري التميمي، وانجبت له: عبدالله، وهيا، ومنيرة زوجة عبدالعزيز بن عبدالله بن فوزان وأم عياله. ومن الجدير ذكره هنا أنه انقطع، فابنه الوحيد عبدالله لم يرزق سوى ببنت سماها هياء.
للمترجم وصية كتبها الشيخ عبدالله بن محمد بن راشد قاضي عسير عندما كان في بلدة الروضة، وقد كتب الوصية سنة 1309هـ، ونذكر جزءاً منها للفائدة: «... بعد أدى الشهادتين اوصى بنيه واخواته أن يتقوا الله ان كانوا مؤمنين ويعلموا ان هذه الدنيا غراره وانها للمقيم فيها على سبيل المرور فليحذر المسلم غرورها ولا يأمن مكرها واوصى بثلث ماله في أربع أضاح الدوام وثلاث حجج الأضاحي له ثنتان ولوالدته سارة أضحية ولوالده عبدالكريم واحده والحجج له ثنتان ولامه سارة واحدة وايضا حجة الرابعة لأبيه يصير الثلث في المذكور في الأضاحي والحجج... وإن احتاجوا الذرية ولا قدروا الأضاحي فهو يبيحهم شهد إبراهيم بن زيد وابنه عبدالله بن عمر (بن عبدالكريم بن عمير) وشهد به كاتبه عبدالله بن محمد بن راشد (قاضي عسير) حامد الله ومصليا على نبيه حرر سنة 1309هـ والولي على تلك الوصية ابنه عبدالله شهد به من ذكر وكتبه كاتبه أنفا».
وفاته:
لم أقف على وفاته، ربما توفي بعد الوصية سنة 1310هـ تقريباً -رحمه الله-.
المراجع:
- وثائق أوقاف مساجد بلدة الروضة زودني بها مشكوراَ الشيخ محمد بن ناصر بن حمود بن ماجد.
- وثائق أسرة العمير.
- وثائق محمد بن عبدالمحسن أبابطين زودني بها مشكوراَ الأستاذ محمد بن عبدالله أبابطين.
- نسب المذكور للشيخ بن عمير زودني به مشكوراَ الأستاذ محمد عبدالعزيز الفيصل.
- وثائق أسرة العمر.
- وثائق أسرة الفارس، زودني بها مشكوراَ الأستاذ محمد بن عبدالرحمن الفارس.
- وثائق بعض الأسر الأخرى في بلدة الروضة.
- بعض المعلومات من تاريخي ابن بشر والفاخري.
** **
بقلم/ خالد بن برغش البرغش - تمير بسدير
Kt2009br@hotmail.com