د.نايف الحمد
في ليلة حالكة السواد اختفى فيها القمر؛ توارى نجم الهلال الأسطوري نيمار.. وغاب عن الأنظار!
جميلة هي كرة القدم؛ لكنها قاسية عندما تشيح بوجهها عنك وتُريك وجهها القبيح .. فبالأمس كان الساحر نيمار ينثر شيئاً من سحره وسط صيحات الجماهير وإعجابهم؛ واليوم وبلا مقدمات كتب الله غياباً قسرياً لواحد من أكثر لاعبي الساحرة المستديرة موهبة في تاريخها الطويل؛ فيا له من حظ عاثر حرم أنصار الهلال وعشاق الكرة ومتذوقي الجمال من إبداعات وسحر معشوق راقصي السامبا الأول.
نيمار.. أيها الساحر؛ ما الذي فعلته بنا؟!
كانت إطلالتك أشبه ببزوغ الفجر بعد ليلة ظلماء؛ فقد أشعلت بهذا الحضور مصابيح الأمل والحلم؛ وبات أنصار الهلال على موعد مع الإبهار؛ أما عشاق الكرة في العالم فأصبحوا على موعد مع الهلال!
أنت والهلال وجهان لعملة واحدة؛ الوجه الأول حمل الأناقة والزعامة والجمال؛ أما الثاني فحمل السحر الحلال!
نيمار.. أيها الفاتن؛ لم تكد قدماك تطأ معقل الزعيم العالمي حتى حققت أعظم إنجاز للاعب من راقصي السامبا بتزعمك هدافي السليساو في التاريخ، وكأن الزعامة لا تليق إلا بك وبالهلال.
نيمار.. نحن لا نخاف على الهلال بغيابك، فقد غادر ريفيلينو والنعيمة وسامي والثنيان وبقي الهلال شامخاً يحقق الإنجازات ويصنع المعجزات؛ لكن أحلامنا كانت كبيرة معك.. كنا نخطط لاكتساح عالم المستديرة؛ نريد أن نقول لهم: نحن الهلال؛ سنعزف أجمل الألحان في كل أرض ونطرب العشاق ونجمع الأنصار من كل الأمصار.
نيمار.. أيها الجميل؛ سننتظر بزوغ فجرك من جديد؛ وسيواصل هذا العملاق الأزرق رحلته بشغف وطموح ريثما تعود لتنثر السحر والمتعة وتمنح متابعي كرة القدم ما ينتظرونه من إبهار.
نيمار.. أيها الأسطورة؛ سيذكر التاريخ أن أجمل برازيلي على وجه الأرض قد ارتدى قميص الهلال ونثر سحره وعطره في أروقته، وقال للعالم: أنا في أفضل مكان، أنا في الهلال.
نيمار.. أيها الفذ الخارق؛ ستعود قوياً كما كنت وسنستقبلك بالرايات الزرقاء والهتافات؛ وبالأغنيات.. نريد أن نستمتع بسحرك، فقد رحلت مبكراً دون أن نروي عطشنا من بحرك.. سننتظرك أيها الساحر فأنت للهلال والهلال يليق بك.