عطية محمد عطية عقيلان
ما نشهده مع أحداث فلسطين والعدوان على غزة، واستهداف المستوصفات والمستشفيات ومنها مستشفى المعمداني والتي راح ضحيتها أكثر من ألف شهيد، هو من أشد أنواع القهر والتمييز والعنصرية والانحطاط الإنساني والتكالب الدولي لنصرة الظالم والمعتدي، دون مروءة أو إنسانية أو رادع أخلاقي، فإسرائيل لا يردعها ميثاق أو قانون، بل على العكس تتحول المواقف والقوانين الدولية، لتبرر أفعال الإسرائيليين، بل يتم التلاعب بالأخبار وبث المغلوطة منها للتأثير على الرأي العام وكسب تعاطفهم على هذه الأخبار المزيفة وتغييب الحقائق الدامغة على عدوانهم، فهناك دعم ومساندة باستهداف المدنيين وقطع الماء والكهرباء والغذاء على أنها مشروعة وأن العقوبات الجماعية مباحة لمن لا حول ولا قوة لهم، بل تعداه لمعاقبة كل من يتعاطف مع غزة، سواء فنانين أو رياضيين أو إعلاميين أو سياسيين، تحت تهم جاهزة بين التحريض، ومعاداة السامية، وحرية التعبير، وحقوق الإنسان.. الخ من التهم التي ستوصف بها عند قول الحق أو ما يخالف نظرتهم، فعلى سبيل المثال لهذا التناقض المعيب بحق ترسيخ مبدأ الظلم ومكافأة المتطرف، ما حدث في بريطانيا مدعية أنها من أكبر قلاع الحرية والتعبير، حيث قامت صحيفة الغارديان البريطانية بفصل رسام الكاريكاتير ستيف بيل بعد خدمة لأكثر 40 عاماً بها، بسبب رسم كاريكاتير عن نتنياهو، كما أوقفت شبكة بي بي سي ستة مراسلين في الشرق الأوسط للتحقيق في منشوراتهم في وسائل التواصل الاجتماعي لدعم القضية الفلسطينية، ولم تخلُ الرياضة من التدخل حسب «الهوى الجبار» لوقف ذاك اللاعب أو مكافأته حسب السياسة المطلوبة، كما حدث مع السباح المصري عبدالرحمن سامح، بطل كأس العالم للسباحة وحذف صوره بمجرد تأييده لغزة، ورغم ذلك والنفاق السياسي العالمي في تقييم والحكم على المواقف، يبقى من نطق بكلمة الحق ولا يرضيه الظلم والعدوان، فهناك مشاهير منصات تواصل وسياسيون وفنانون وإعلاميون، عبَّروا بعدل وحق، وحذروا من الهجوم على المدنيين واستهداف المستشفيات والمدارس وخزانات المياه.. منهم النائبة الإيرلندية في البرلمان الأوربي كلير ديب، التي عبَّرت عن ما تقوم به إسرائيل في غزة هو تحضير للإبادة الجماعية وجرائم حرب غير قانونية.