د. إبراهيم بن جلال فضلون
«يواف غالانت»، أول من أطلق ذلك الوصف المطبوع بالعجرفة الصهيونية، قالها وهو فرِح بالإجراءات التي ستتخذها حكومته ضد أهالي غزة، وقتلهم في حصار مفروض منذ 16 عامًا، فلا ماء ولا هواء، قطعتها عن 2.3 مليون إنسان عن المواطنين العزل، وهي في شريعتهم الدولية التي لم تنفذ إسرائيل بندًا واحدًا منها (جريمة حرب)، ولكن تفترض القيم الحيوانية ذواتاً تنمُّ على أفعالها بالواجبات والتكاليف، وقد ألف عالم الأنثروبولوجيا ويستون لا باري عام 1954، كتاب الحيوان البشري، مستعرضاً فيه نهج التحليل النفسي لعلم النفس والثقافة، ولعل وصف غالانت سكان غزة أصاحب الأرض بـ»الحيوانات البشرية» قائلاً: «نحن نحارب حيوانات بشرية». ما هو إلا تفوّق على السلوك النازي بعنصريته، التي يعيش على أصدائها المجتمع البشري، ولكن أقوى رد على الحيوان أنه لا يقوى على العيش في غاباتنا التي تفترسهُ إذا فكر الاقتراب من ثمارها، فلقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً، هكذا قال مصطفى كامل لأمثال غالانت المُحتلين، ومثلهم نتيناهو الذي وصف للإعلام بأن كتائب القسام مثل (داعش والنازيين)، لأنهم عندما هاجمت المستوطنين كانت وحشية في هجومها على المستوطنات، وهم يهاجموننا منذ عشرات السنين بحفلات الموسيقى والغناء المصاحبة للصواريخ والقبة الزجاجية في مشاهد ربط الموتى الفلسطينيين والتمثيل بجثثهم، فيا أغبياء العالم، لا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها، مما يدل على قمة الرعب حتى من الموتى، ومن قبل وصفوا أراضينا بـ(أدغال) وأن أوروبا المتميزة «حديقة»، والحق عكسياً، إذ أصبحت أوروبا حديقة لأنها نهبت الأدغال لقرون، ووصفنا بها عبثي جاهل اسمهُ «جوزيب بوريل»، ونحن نشفق عليكم لأن حياتكم القادمة بدوننا موت محتم وستتحول حديقتكم الغنية إلى كتل من الجليد بدون ثمارنا.
لقد بنى «بنى صهيون» بيوتهم في أراضينا على أجسادنا ودماء الشعب الأعزل وشيدوا (غلاف غزة) التي تعتبر أكثر بقعة في العالم مكتظة بالسكان. واغتصبوها بدون أي شرعية بل وبالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة، ليتطاول بإعلامهم الزائف نتنياهو بوصف الأبرياء أنهم: «نازيين قد نحروا رقاب 40 رضيعاً في إحدى المستوطنات». وأكد هذا الكلام الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتنفيه إدارة البلهاء. فمن هو الحيوان البشري؟، لتبرر أفعالها الحمقاء بأن إسرائيل «تدافع عن نفسها» ويُثرثر العالم الغربي ممن يشاطرونها التعطش نفسه للدماء، أنه على حق ويقوم بتخليص العالم من وباء وإرهابيين، فمن هو الحيوان البشري؟
لقد استُخدِمت القوة المفرطة وكم القنابل التي أُلقيت على غزة، أمام أعين العالم والأمم المتحدة، ومنها ما هو مدون لدى المحكمة الجنائية الدولية في قضية تحت نفوذ القاضي والجلاد والمحامي وأولهم أمريكا، وقد تم التحفظ عليها بنقل المحامية البريطانية التي كانت تقوم بالتحقيق فيها واستبدالها بآخر بريطاني قام بحفظ القضية على أنها مرفوعة من دولة فلسطين ولا توجد دولة اسمها فلسطين. وهنا لا بد أن نعي لماذا قامت مصر لإثبات فلسطين في الأمم المتحدة على الخرائط المعتمدة من الأمم المتحدة، كي لا يكون لديهم حجة، لكن القضية في أروقة المحاكم الظالمة ستطول حتى قيام الساعة دون فائدة.
إنها تصاريح وجمل بل وكلمات حروفها خاوية، تنمُّ على عجز المطبخ الغربي، وشيطنتهم مبرر منطقي، بقاعدة «خير وسيلة للدفاع، هو الهجوم»، والتهجير للفلسطينيين ودفعهم لسيناء المصرية، لكن لن تحمي حديقتكم نفسها من غزو الغابة ببناء الجدران وقباب زجاجية حولها.. فلا تتفاخرون بـ»بناء حديقتكم الجرداء» ودولتكم الصهيونية من النيل للفرات ولا التهجير القصري فما تبنوه في سنوات ضاع هباءً أمام طوفان الأقصى.
إنها لحظة للسلام قبل ورغم كل شيء، نادي بها ولي العهد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ومعه أشقائه العرب فعليكم أن تلحقوا بها.