إيمان الدبيّان
قمة يرأس قمة، هكذا كانت قمة الرياض بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة آسيان، ست دول خليجية وعشر دول من جنوب شرق آسيا برئاسة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على هضبة نجد الشامخة وفي كنف طويق الشاهقة، كل العالم توجه منصتاً مستمعاً، ناظراً متدبراً، ناقلاً متفكراً، والأغلب مفتخراً منبهراً بما انبثق من هذه القمة من بيانين مهمين أحدهما: خاص بالقمة، والآخر بالقضية الفلسطينية والحرب الدائرة في غزة.
بيانان لا ينفصل الثاني عن الأول لمن يجيد التحليل والتفصيل، سبقهما كلمة مفوهة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مطرزة بماء الذهب حكمة وسياسة وحرصًا على مصالح الوطن والخليج والعالم أجمع حيث قال الأمير محمد بن سلمان، مخاطباً القادة المشاركين: «يؤلمنا في الوقت الذي نجتمع فيه ما تشهده غزة اليوم من عنف متصاعد يدفع ثمنه المدنيون الأبرياء، وفي هذا الصدد نؤكد رفضنا القاطع لاستهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة، وأهمية التزام القانون الدولي الإنساني، وضرورة وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والبنى التحتية التي تمس حياتهم اليومية، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار، وتحقيق السلام الدائم الذي يكفل الوصول إلى حل عادل لإقامة دولة فلسطينية وفق حدود 67 بما يحقق الأمن والازدهار للجميع».
كما جاء في كلمته -حفظه الله-: «خطة العمل المشتركة بين مجلس التعاون الخليجي ودول رابطة الآسيان، رسمت خريطة واضحة، لما نسعى إليه من تعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات بما يخدم مصالحنا جميعًا».
وأضاف سموه أن «دولنا ستستمر في كونها مصدرًا آمنًا موثوقًا للطاقة في مختلف مصادرها وفي الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية، وتسعى بخطوات متسارعة لتحقيق متطلبات الاستدامة لتطوير تقنيات طاقة منخفضة الكربون وسلاسل إمداد البتروكيماويات».
و»نتطلع لتحقيق أقصى استفادة مشتركة من الموارد اللوجستية والبنى التحتية وتعزيز التعاون في المجالات السياحية والأنشطة الثقافية والتواصل بين شعوبنا، وإقامة شراكات متنوعة بين قطاع الأعمال في دولنا، بما يحقق مستهدف الرؤى الطموحة لمستقبل أفضل يسوده الازدهار والنماء والتقدم».
في الوقت الذي يهتم العالم بالتكتلات الدولية تُعقد هذه القمة بين دول مجلس التعاون الخليجية ورابطة آسيان الآسيوية أكبر وأهم التكتلات العالمية اقتصاديًا وسياسيًا، فكل دولة من الدول المجتمعة لها دورها البارز عالميًا في كثير من الأحداث والقضايا العالمية رياضيًا وبيئيًا ومناخيًا واقتصاديًا وسياحيًا إضافة إلى مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تقودها المملكة العربية السعودية.
نعم القمة القيادية محمد بن سلمان يرأس قمة الخليج العربي وآسيان، ويصدر
عن هذا المؤتمر للعيان كل ما يطمح به الإنسان في كل زمان ومكان، فسجل أيها التاريخ وانشر للأجيال أن القمة يرأس القمة بكل حزم وعزم وهمة بما يخدم مصلحة الوطن وكل الأمة.