خالد بن حمد المالك
الموقف الأمريكي من الحرب بين إسرائيل وحماس، موقف معادٍ للأخلاق والقيم والإنسانية، ويمكن وصفه بالموقف المنحاز الظالم، البعيد كل البعد عن العدالة والإنصاف وحقوق الإنسان والتسامح، والبحث عن السلام المفقود والحقوق المشروعة، ما يعني أن أمريكا ليست دولة قيادة ومسؤولية ولا يعتد بها طالما أنها تحمي القتلة الإسرائيليين.
* *
أمريكا في كل حدث ينغّص على الناس حياتهم، ويعرّض سلامتهم للخطر، هي جزء من هذه المعادلة، حاضرة ومؤثرة وصاحبة قرار فيما يحدث، وإن وجدت حرجاً فهو في غيابها لا في حضورها, بشكل أعماها عن الحقائق، وجعلها تتلبس بالأكاذيب، وبالتالي تُشرعها.
* *
فتشوا عن الانقلابات في عدد من الدول، عن الفوضى والتأليب وزرع المشاكل ضد بعض الأنظمة، وركزوا على ما يجري الآن في غزة والموقف الأمريكي الظالم منه، لتجدوا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من يقوّض السلام في العالم، وهي من يتآمر على الاستقرار فيه، وأنها عدو لدود لكل من لا ينهج نهجها، أو يسير على خطاها.
* *
نعم يتغير الرؤساء في أمريكا، والوزراء، وحكام الولايات، وأعضاء المجالس النيابية، والمهيمنون على وسائل الإعلام، ولكن يبقى الموقف الأمريكي ثابتاً لا يتغير، وتظل السياسة الأمريكية كما هي تراوح في مكانها، لا عدل ولا إنصاف ولا اعتبار لقيمة الإنسان، التزاماً منها بأن من ليس معها في توجهاتها وسياساتها فهو ضدها.
* *
خلال الأيام الماضية تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في رصد موثق وأمين حروب أمريكا المباشرة وغير المباشرة ضد الدول الأخرى، وقدرت الإحصائيات أن أمريكا قضت 93% من عمرها البالغ 250 سنة، بما يصل إلى 222 سنة في الحروب المختلفة، تتراوح بين عدوان، وغزو، واحتلال، وإسقاط أنظمة، وتدخل عسكري، وحصار، وهجوم، واستيلاء على دول، ومشاركة في حروب، وقمع، ودعم تمرد على أنظمة، والتورط في حرب، والإطاحة بأنظمة وحكومات، والقيام بعمليات عسكرية، وقصف، وزعزعة أنظمة، وعمليات عسكرية، وما إلى ذلك، ولا تزال هذه سياستها.
* *
وما تم تداوله لا يمثل إلا عناوين عريضة لبعض ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية ضد شعوب العالم، مستقوية بإمكاناتها العسكرية الهائلة، وقدرتها على منع تطبيق العدالة وحكم القانون باستخدام حق النقض الفيتو بشكل لا يجرّم المجرمين وقتلة الشعوب، فالحماية الأمريكية جاهزة، كما تفعل الآن مع كل ما يمس سلوك إسرائيل المشين ضد غزة.
* *
للأسف إن واشنطن لا تتعلم، ولا تريد أن تتعلم لتحسين صورتها وسمعتها، إذ إنها لاتزال تصر على مواقفها ذات المحفّز لكراهيتها، وجعلها منبوذة ومعزولة بين شعوب الدول المحبة للسلام والاستقرار، فيما كان عليها أن تصحح وضعها، وتعيد النظر في سياساتها، وتتحرر من مواقفها العمياء، وصولاً لبناء مجتمع عالمي يحتكم للعلاقات الأخوية الصادقة.
* *
تقوم إسرائيل الآن بسلسلة هجمات إسرائيلية مروّعة على الأبرياء المدنيين في غزة، بما لا مثيل له في أي حروب أخرى سابقة، وهي وصمة عار على أمريكا التي يصرح ساستها علانية وعلى رؤوس الأشهاد بذبح الفلسطينيين كما صرح بذلك عضو مجلس الشيوخ لندساي جراهام مخاطباً إسرائيل بالقول سووا غزة بالأرض، وما قاله الرئيس من أن إسرائيل لو لم تكن موجودة لأوجدناها، وهو موقف أمريكي منحاز، لم يقله غير الساسة الأمريكيين، وحلفاء أمريكا بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا ومن لفّ لفّهم بلا حياء ولا خجل الذين يتسابقون على غرار أمريكا لزيارة إسرائيل تعضيداً لها في عدوانها على غزة، والإعلان عن دعمها في جرائمها في حق المدنيين العُزّل في غزة.