«الجزيرة» - جدة:
انطلقت أمس الخميس بمدينة جدة، أعمال المؤتمر التاسع لوزراء البيئة في العالم الإسلامي، الذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وتستضيفه المملكة، ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة، تحت شعار «نحو تحقيق التحول الأخضر في العالم الإسلامي»، بحضور رفيع المستوى لعدد كبير من وزراء شؤون البيئة ووفود الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وممثلي مجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجالات البيئة والمناخ والزراعة.
واستهلت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة المهندس عبدالرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية رئيس المؤتمر التاسع لوزراء البيئة في العالم الإسلامي، والتي أكد فيها إيلاء المملكة أهمية قصوى للحفاظ على البيئة، عبر إنشائها صندوقًا وخمسة مراكز بيئية متخصصة تغطي المجالات البيئية كافة.
وأشار إلى أهمية التزام دول العالم الإسلامي بالعمل المشترك والتعاون للحفاظ على البيئة وضمان استدامتها، في ظل التحديات العالمية الراهنة، داعيًا إلى تبادل الخبرات وتبني أفضل الممارسات الحديثة لضمان استدامتها للأجيال المقبلة.
وفي كلمته أعرب الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، عن شكره للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، على استضافة هذا الحدث المهم، موضحًا أن الإيسيسكو تولي الشأن البيئي اهتمامًا كبيرًا، ولا تدخر جهدًا في العمل على إيجاد حلول للمعضلات البيئية الكبرى، داعيًا صناع القرار إلى التركيز على زيادة رأسمال الاقتصاد الأخضر ودعمه، وابتكار حلول جديدة تستفيد من الثورة الرقمية والمعلوماتية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء.
وأكد أهمية قضايا البيئة للعالم الإسلامي، نظرًا لموقعه الجيو-بيئي الحيوي، ما يتوجب حشد الإمكانات المجتمعية خاصة شريحة المرأة لمساندة هذه القضايا، منوهًا بمبادرات وجهود الدول الأعضاء في الإيسيسكو البيئية، وفي مقدمتها مبادرة المملكة العربية السعودية «الشرق الأوسط الأخضر»، واستضافة جمهورية مصر العربية لقمة المناخ السابقة كوب 27، واستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة للنسخة القادمة من القمة كوب 28.
واختتم المدير العام للإيسيسكو كلمته بالإعلان أن المنظمة ستطلق خمسة كراسي علمية حول قضايا البيئة في خمس جامعات بالعالم الإسلامي، بالإضافة إلى مبادرة التشجير من أجل تنمية مستدامة، التي أطلقتها هذا العام عبر غرس 50 ألف شجرة في كل من موريتانيا والتوغو، وتهدف إلى بلوغ 50 مليون شجرة في أفق 2030، وكذلك دعم المنظمة لصغار المزارعين لاستخدام الزراعة الذكية، مبرزًا استعدادها ضمن أنشطة عام الإيسيسكو للشباب، لتبني محاكاة الشباب لمؤتمر البيئة، واعتماد توصياتهم فيه، وحرص المنظمة على المضي مع الجهات المعنية لتجديد أوعية جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية.
وفي كلمته أكد السيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن العالم الإسلامي من أكثر مناطق كوكبنا التي تعاني بشكل متزايد من التغيرات المناخية العالمية، ومع ارتفاع درجات الحرارة، يشهد العالم الإسلامي سلسلة من التحديات البيئية التي ينبغي إدارتها، مشيرًا إلى عدد من إسهامات دول العالم الإسلامي للتخفيف من الآثار السلبية للتغير المناخي، والتزامات ومبادرات هذه الدول في المجال البيئي.
واعتبر السيد سيرجيو موخيكا، الأمين العام للمنظمة الدولية للجودة «آيزو»، في كلمته أن قيم ومعايير الآيزو هي آليات مساعدة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا أهمية تكثيف الجهود الدولية والعمل المشترك للنجاح في حماية البيئة وإحداث تأثير جيد.
فيما أشار السيد إبراهيم ثياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى أهمية التوفيق بين الحكمة التقليدية ومواكبة التطورات التكنولوجية في تعزيز جهود مكافحة الجفاف وحماية البيئة وتحقيق مستقبل أخضر، مؤكدًا حرصه على تطوير التعاون مع دول العالم الإسلامي والإيسيسكو.
وعقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تم تسليم الجوائز والشهادات إلى الفائزين في الدورة الثالثة من جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي، والتي فاز في فروعها الأربعة 22 متسابقًا ينتمون إلى 18 دولة من الدول الأعضاء في الإيسيسكو.
وبعد ذلك بدأت جلسات عمل المؤتمر باعتماد مشروع جدول الأعمال، ومشروع البرنامج الزمني، وانتخاب أعضاء مكتب المؤتمر، برئاسة المملكة العربية السعودية، وجمهورية بنغلاديش الشعبية نائبًا، وجمهورية غينيا مقررًا. كما تم تشكيل المكتب التنفيذي للبيئة في العالم الإسلامي كما يلي: السعودية رئيسًا، والأعضاء: فلسطين وجيبوتي وعمان وغينيا بيساو والنيجر ونيجيريا وباكستان وبروناي دار السلام وقيرغيزستان.