ليلى أمين السيف
مؤخرًا حاولت تجاهل مصطلح «الزعل» فلم أعد أزعل أو أعاتب أبداً، آخذ وقتي مع نفسي وقت الغضب وانزوي بعيدًا ثم أتصرف وفقًا لمكانة الأشخاص لديّ..
فلما اشغل فكري أو أحرق نفسي من أجل أشخاص لو أرادوا الوصول لفعلوا ولو أرادوا هدم الجداران لنفذوا ولو اهتموا بردات فعل من حولهم لما ترددوا لحظة وبخوا سمهم أو استهتروا بمشاعر من حولهم.
هي مرحلة صعبة ومؤذية في بداياتها لكن بعد فترة يصل المرء لمرحلة التجلي والتأقلم فتتبلد عواطفه ويغلق على مشاعره بالقفل والمفتاح..
كنت إن غضبت من أحد ما قريب مني أم بعيد لتصرف ما أعاتب وأحاول النصح ثم بعد ذلك أصبحت أعطي للمحيطين بي الخطوط العريضة للتعامل معي وما يسعدني وما يكدرني، وأتقبل في الوقت ذاته كل نقد موضوعي واحترم خطوط التعامل الخاصة بالآخرين.. ومع ذلك حين وجدتهم لا يفهمون أو حتى يحاولون مراعاة المشاعر عندها أدرك أنه لا فائدة من هؤلاء المقربين أو سلسلة المحيطين بي، لذا لزم عليَّ أن أتقهقر للوراء وألزم كل شخص مكانته..
علاقتي بالجميع طيبة لا أعاتب ولا أشكو ولا ألوم. فهمت المطلوب حتى ولو لم يكن هو المطلوب..
لن أشقى وأتعب مع الجميع، فلكل شخص تركيبة خاصة به وطبائع مختلفة وإدراك متباين، لذلك توقفت عن الوقوف عند الجزئيات المزعجة بالآخرين وأخذتهم هكذا بالمجمل. فأنا لن أغير الكون.. فقد لا يفرق من الأساس وجودي وزعلي معهم.. وقد تكون هذه مشاعرهم وقد يكونون ممن لا يحسن التصرف.. لذلك عليَّ أن أمتنَّ لوجودهم في حياتي بأية صورة كانت وأعيش السلام الداخلي وأحفظ لنفسي معدل الاطمئنان النفسي، فلا لوم ولا غضب بلا تجاهل راقٍ بلا عتب. وفي كل يوم أحمد الله على وجود الأحبة معي ووجود الأخلاء المقربين كيفما كانت أفعالهم وأقوالهم فلا أحملها محملاً آخر ولا أدع للشيطان عليَّ سبيلاً..فقط أنأى بمشاعري وأحاسيسي بعيدًا عن جوهر العلاقة، فسلمت أمري كله لربي ورضيت بما كتبه لي، فبذلك أريح وأستريح..