سلطان مصلح مسلط الحارثي
كرت أصفر، كان كفيل بإسقاط إعلام كامل، إعلام لا يمت للإعلام الحقيقي بصلة، إعلام آمن بنظرية المؤامرة، وتكفل بنشرها في عقول جماهيره، حتى استشرت، وأصبح علاجها من ضمن «المستحيلات»، فقد وصل المرض للعقل الباطن، وانتشر في جميع أجزاء الجسم، والأدهى من ذلك، هي انتقال «العدوى»، من شخص لشخص، حتى بلي بها صغار السن، ودرجوا على أنها «حقيقة»، ينقلها جيل لجيل، وكل جيل ينشأ وهو مؤمن بها، يحملها في قلبه، وينطق بها لسانه، ويروض عليها من يعقبه، ويوصي عليها من يتبعه!
إعلام سقط وأسقط، سيكون وبالاً على كرة القدم السعودية، التي صُرف عليها مليارات الريالات حتى تصل للعالمية، ولكن ما زال ذلك الإعلام يعيش في «غيه»، ويمارس هوايته في تضليل الوسط الرياضي، وحثه على الاقتناع بنظرية المؤامرة، وأن الكون بأجمعه يريد إسقاط ناديهم، ومساعدة منافسه!
إنهم يدفعون الوسط الرياضي نحو «الشكوك والظنون»، غير مؤمنين بعدالة المنافسة، ولا بنزاهة المسؤولين، وغير آبهين بما يخلفونه من «تخلف وجهل»، سيصيب رياضتنا في مقتل ما لم يتم اجتثاث ذلك الفكر العقيم.
صحيح أن كرت البليهي الذي يبحث عنه الإعلام البالي، لم يكن أول موضوع يُكشف من خلاله ذلك الإعلام، وأجزم أنه لن يكون الأخير ما لم يتم التصدي له، ولكن في كرت البليهي الذي لا وجود له بحسب «تقرير الحكم» ومصادقة «الجهات الرسمية»، كان قاصمة الظهر، فقد كشف للمتابع، مدى «هشاشة» ذلك الإعلام، ومدى ضعفه وهوانه، وضعف حجته، كما أنه كشف حجم العقلية التي يتمتع بها من يصدقه، ويؤمن به، ويسير خلفه، مقتنعاً ومؤمناً بأن ناديهم محارب، ومنافسهم مدلل، رغم أن الشواهد والأدلة تؤكد عكس ذلك.
يبقى أن أسأل سؤالاً لذلك الإعلام البالي: من استطاع أن يلغي كرت علي البليهي، رغم أن الهلال لم يكن بحاجة له لتوفر البديل، ألم يكن لديه قدرة على رفع الإيقاف عن الهلال والمنع من التسجيل لفترتين، خاصة وأن الهلال كان في أمسّ الحاجة لتسجيل لاعبين جدد؟!
ماجد عبدالله والمزورون!
لم يكن الكابتن ماجد عبدالله بحاجة لتلميع بعض الإعلاميين من فئة «الإعلام البالي»، فتاريخه الرياضي الكبير سواء مع نادي النصر أو مع المنتخب السعودي يشفع له ليكون واحداً من أفضل المهاجمين الذين مروا على تاريخ كرة القدم السعودية، ولكن هذه الأفضلية لا تتيح لبعض «المزورين» منح الكابتن ماجد شيئًاء لا وجود له، فسابقاً كانوا يؤكدون على أن ماجد عبدالله سجل في كل دقيقة هدفًا، وأثبت المختصون والمحايدون «كذب» هذه المعلومة، واليوم يحاول الإعلام البالي، تكريس أن ماجد عبدالله حصل على جائزة أفضل لاعب آسيوي ثلاث مرات، وهذه «كذبة» جديدة، يحاول ترسيخها إعلام لا يستطيع قول «الحقيقة» ولا الاعتراف بها.
جائزة أفضل لاعب آسيوي، أطلقها الاتحاد الآسيوي بشكل رسمي عام 1994، وذلك الإعلام البالي يقول إن ماجد حققها أعوام 1983-1985-1986، فهل يحتاج المتابع الرياضي لدليل بعد ذلك ليكتشف التضليل الذي يمارسه هؤلاء السذج بكل غباء وسطحية؟!
تحت السطر:
- واضح بشكل كبير وجلي أن مدرب المنتخب السعودي الإيطالي مانشيني يريد الوقوف على إمكانيات المنتخب، ومستويات كل اللاعبين المنضمين للمعسكرين، سواء المعسكر الأول الذي كان قبل شهر ونصف الشهر، أو المعسكر الذي انتهى للتو، ويريد تطبيق نهجه وتكتيكه الخاص، وإن كان الوقت يقف ضده، إلا أن هذا الأمر لا يتحمله مانشيني بقدر ما يتحمله اتحاد الكرة الذي تأخر كثيراً في التعاقد مع مدرب، ولكن على الإيطالي المخضرم أن يتماشى مع هذه الفترة التي تسبق كأس أمم آسيا، وأن لا يغير كثيراً.
- تقول الإحصائيات التي نُشرت عبر المواقع التي تهتم بالإحصاء والتقييم، أن فريق الهلال بقيادة المدرب البرتغالي خورجي جيسوس، لعب في دوري روشن حتى الآن 9 مباريات، كان فيها أكثر الفرق فوزاً، وذلك بالتساوي مع فريق التعاون، «كل فريق حقق 7 انتصارات»، وثاني أقل الفرق استقبالاً للأهداف بالتساوي مع التعاون والفيحاء «كل فريق استقبل 7 أهداف»، والفريق الوحيد دون خسارة، وأكثر الفرق تحقيقاً للنقاط بـ23 نقطة، وأكثر الفرق تسجيلاً للأهداف بـ26 هدفاً بالتساوي مع فريق النصر، وأكثر الفرق صناعة للفرص بـ 44 فرصة، وأكثر الفرق تسديداً على المرمى، والأكثر تمريراً، والأكثر استحواذاً، وأعلى الأندية تقييمًا 7.26، وأعلى معدل استحواذًا على الكرة 63.7 %، وأعلى معدل عرضيات في المباراة، وأعلى معدل تسديدات في المباراة، وأعلى معدل تسديدات في المرمى وأعلى معدل حصولًا على الركنيات.
- كل هذه الإحصائيات والأرقام المميزة تؤكد على تميز وتفرد المدرب البرتغالي الكبير جيسوس، الذي يسير بفريقه نحو القمة، ولكن الغريب، أن كل تلك الأرقام التي حققها الهلال هذا الموسم، لم تعجب البعض، وراحوا يطالبون بإقالة جيسوس، في حالة نادرة ولا يوجد لها تفسير معين!