علي الخزيم
ـ أُصيب عاملان عربي وآسيوي أثناء عملهما بالبناء، فاتصل رفاقهما بالإسعاف وشرحوا الحالة، في البداية ظنوا أن مُضِي الدقائق المعتادة لوصول الإسعاف يُعَد تأخيراً خاصة أن المصابين غير سعوديين! ولكن كانت المفاجأة التي (أذهلتهم وأفرحتهم) أن طائرة الإخلاء الطبي قد حضرت لنقلهما للمستشفى! فالمبادرات الإنسانية السعودية لا تَنْظر لجنسية المصاب.
ـ عدد من الأشقاء اليمنيين أطلقوا وسماً إلكترونياً (هاشتاق) للإشادة بالعمل الإنساني الذي تلقاه مُواطِنهم بحالة مماثلة حين تم نقله بالإسعاف الطائر للمستشفى، كما أشادوا بالحفاوة والتعامل الطيب الذي تجده الجالية اليمنية بالمملكة، وأنهم يعيشون هنا كمواطنين وليس كضيوف، مؤكدين على رقِي القِيَم والتعامل الذي يُحيطهم هنا ببلدهم الثاني، وأقول: إن الأعمال الإنسانية السعودية بحقيقتها لا يُقصَد بها طلب الإشادة، إنما هي معايير الأصالة والنخوة العربية.
ـ وهنا تذكير آخر بقضية الطالب المغربي الذي كان قد اعتقل بالخطأ اعتقاداً أنه يقاتل كمُرتزِق مع قوات تواجه قوات روسية آنذاك، فكان للجهود الإنسانية السعودية الخَيِّرة أثرها البالغ بإطلاق سراحه ثم نقله لبلاده معززاً مكرماً، مما كان محل إعجاب وتقدير الأشقاء بالمغرب العربي والعرب كافة، وكان مَلمَحاً إنسانياً مجرداً من الأهواء والغايات.
ـ كنت عائداً ذات يوم للرياض عبر رحلة جوية دولية؛ ولفت انتباهي أن عدداً من كبار السن وغيرهم بالرحلة يعانون من أعراض مرضية بالعيون، فسألت بفضول بعض مرافقيهم: ما الأمر؟ قالوا: إنهم مِمَّن نالوا الموافقة عبر القنوات الرسمية للقدوم للعلاج بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض على حساب مملكة الإنسانية، وأضافوا بأن الطلبات لا تقتصر على العيون؛ مُعبِّرين عن الشكر والعرفان للقيادة والشعب السعودي.
ـ يوم الخميس الخامس من أكتوبر الجاري كان موعد عملية فصل التوأم السيامي التنزاني (حسن وحسين)؛ التي تَكَللت ـ ولله الحمد ـ بالنجاح، وعمليات فصل التوائم الملتصقين خَلقِياً بدأت بتوجيه من القيادة السعودية الراشدة منذ العام 1990 على يد وزير الصحة آنذاك الدكتور عبد الله الربيعة؛ وما زال يرأس الفريق الطبي لفصل التوائم السياميين، والتَّسمِية نسبة لدولة تايلاند (سِيام سابقاً) إذ إن أول توائم ملتصقين ذاع خبرهم كانوا من هناك.
ـ وكان الدكتور الربيعة قد أكد بمحاضرة بهذا الشأن: إن لمسيرة فصل التوائم بمملكة الإنسانية بُعداً خارجياً يتمثّل بنشر سماحة الإسلام والتآخي والسلام، وكمثال فإن فصل التوأم الكاميروني منذ سنوات قد قدَّم رسالة ودعوة غير مباشرة للدخول بالإسلام أثمرت إسلام قرية كاملة نتيجة حُسن المعاملة التي وجَدها والدا التوأم من القيادة ـ أيدها الله ـ والشعب السعودي الكريم.
ـ للتذكير بأهمية مثل هذا العمل الإنساني الجليل وأصدائه الإسلامية والعالمية؛ ونتائجه الباهرة التي رفعت اسم مملكة الإنسانية عالياً كما تستحق بفضل الله؛ فإن البرنامج السعودي لفصل التوائم المُلتصقة قد نجح بالعمليات التي بلغت 59 عملية وشملت حالات من عشرات الدول بأنحاء العالم منذ 1990، وما زالت محل الإعجاب والتقدير الدوليَين.
ـ وبعد فهي إشارات وأمثلة موجزة لأعمال إنسانية جليلة متنوعة المراد منها الرد على المُغرضِين المأجورين مِمَّن يتطاولون على مملكة العز والعزم والإنسانية.