فهد المطيويع
مع أن دورينا فيه هذا الكم من النجوم العالميين إلا أن إعلامنا وجماهيرنا يتحدثون عن كل شيء إلا الجمال الكروي في الملعب وإبداع اللاعبين! مباريات ممتعة وإثارة فوق الوصف وفي كثير من الأحيان مواجهات لا يمكن توقع نتائجها ومع ذلك تبقى المناكفات الرياضية أهم من كل شيء في وسطنا الرياضي الغريب، السؤال: من أخرج الجماهير من الملعب؟ وهل هوس الانتصار للنفس بذريعة حب الأندية سبب في انخفاض الذائقة الكروية؟! أنا أتفهم أن هناك تنافساً وأن هناك هوساً (أولويات) لدى جماهير الأندية ولكن أن يطغى هذا الشيء على كل ما وصلنا إليه من جمال كروي فهذا أمر لا يمكن تفسيره ويضع أكثر من علامة استفهام حول هذه الظاهرة، الإعلام نفسه انساق خلف الجماهير وأصبح لا يتحدث كثيرًا عن المباريات ولا عن الأهداف وجماليات المباراة بكل تفاصيلها وإن تحدث فإنه لا يتجاوز الساعة أو الساعتين وبقية الأسبوع يتفرَّغ الجميع لتلقف الزلات (والتفاهات) وكل ما يشوِّه فوز هذا الفريق أو ذاك بانتظار الجولة القادمة وهكذا دواليك، طرح بائس توقعنا أن يزول للأبد مع ما نعيشه من طفرة رياضية ولكن للأسف زاد الأمر سوءاً بعد أن انجرف الكثير في هذا المنزلق، ولا أبالغ لو قلت إن الأمور خرجت عن السيطرة خاصة في ظل تكاثر المساحات وما فيها من سطحية وطرح عقيم ضرره أكثر من نفعه، هل يعقل أن يترك كل هذا الجمال الكروي بكل ما فيه من متعه وتشويق ونتابع خمسة أو ستة يحرجون في منصة (لاعبنا أحسن من لاعبكم) وهذا راح وهذا جاء (ثرثرة) هنا وثرثرة هناك لانتقاد البشر وكأن المتحدثين أفنوا عمرهم في تطوير الحركة الرياضية مع أن جلهم لا يفقه كثيراً في الكرة ويهرف بما لا يعرف؛ يعني أكثرهم بائعو كلام (وخراطون) يبحثون عن الشهرة بأسلوب ما يطلبه المتابعون، عموماً أصبح الوسط الرياضي مملاً وبائساً بوجود مثل هذا الطرح الذي غيَّب جماليات الكرة وغيَّب نجومها بعد أن احتل حفنة من أهل الثرثرة عنوة المشهد الرياضي وأصبحوا أشهر من النجوم، السؤال: من أقنع هؤلاء أن الإسقاط على هذا النادي أو ذاك سيسهم في تعثرهم وسيقودهم لانتكاسة فنية؟ من أقنع هؤلاء السقماء بأنهم مؤثرون إلى تلك الدرجة التي تجعلهم لا يكلون ولا يملون من تكرار ثرثرتهم البائسة؟ على أي حال الدوري السعودي جميل وسيكون أجمل لو تم تجفيف مستنقعات معاول الهدم المنتشرة في كل ركن من أركان وسطنا الرياضي ليكون ميداناً حقيقياً لتنافس الفرسان.
وقفتان
- يظل ماجد أحمد عبدالله أحد لاعبي المملكة البارزين ورمزاً كروياً قدَّم الكثير للكرة السعودية، فله منا كل التقدير والاحترام، فيكفي أنه أفرحنا مع بقية زملائه اللاعبين في الكثير من المناسبات الرياضية، أقول هذا الكلام بعد ما شاهدت من يحاول أن يقلِّل من تاريخ ماجد وإسهاماته التي لا ينكرها إلا جاحد، ماجد أفضل لاعب آسيوي في عصره مهما حاول الكارهون التقليل منه، فيكفي أن الوسط الرياضي يذكره ويذكر إنجازاته مع المنتخب رغم اعتزاله وتركه الكرة من سنين، فله منا كل الشكر والتقدير رغم أنف الكارهون.
- بطبعي أكره التشاؤم ولكن ما شاهدته من خلال استعداد المنتخب الماضي والحالي أقول إنه يجب علينا أن نكون واقعيين ولا نرفع سقف الطموح كثيرًا لكي لا ننصدم بالواقع، مانشيني اختار الأفضل في الدوري السعودي ولكن هذا الأفضل لا يمكن بحال من الأحوال أن يذهب بالمنتخب بعيدًا إلا بدعاء الوالدين الذي لا نستغني عنه خاصة في الأوقات الصعبة، قلبي بكل جوارحه مع المنتخب ولكن عقلي يصر على مقولة «الجود من الماجود».