مهنة التعليم الأكثر شيوعاً بين المجتمعات، وأكثر معنى في بناء الحضارات، تتجلى وضوحاً وتتلألأ نوراً بين المهن والحرف، وتتراقص طرباً ونغماً لترسم لنا لوحة جميلة بـ (يوم المعلم)..
كم أنت عظيم أيها المعلم الحنون بك ترفع الأمم، وتزداد الهمم نحو القمم.. نقف اليوم للمعلم إجلالاً وإكباراً لهذا الإنسان العظيم والصرح الشامخ الذي أمدنا بعطائه الكبير، وحبه للآخرين من جديد، ولم يبخل يوماً علينا بعلمه المستنير.. يسعى دائماً إلى تطوير الذات والبعد عن المجاملات، وتربية النشء بمراحلها العمرية على القدرة المعرفية وغرز القيم الثقافية والتربوية لدى المتعلم، باعتبارها ركيزة من الركائز الأساسية في التعليم..
كم أنت جميل أيها المعلم العظيم.. بك ترقى الأمم وتتسابق بك الدول وتتباهى بك الحضارات مكانة وتطوراً في مؤسساتها وأنظمتها، وبك تستقيم الأجيال وتتواصل ثقافات الشعوب المختلفة، والخبرات المكتسبة.
كم أنت رائع أيها المعلم الرائع.. نعم كم أصبحت من البيوت تعج بالحركة التعليمية والجهود المبذولة بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد، وحضارة مشرقة مليئة بالفرص، برؤية جدية وأفكار عديدة في ظل قيادتنا الرشيدة..
مكرِّسين أوقاتهم بتعليم طلابهم والرقي بهم في ميادين العلم والكفاح.. والسباق بهم إلى بحر الثقافة والمعرفة.
كم أنت ناجح أيها المعلم الصالح.. تخوض أمواجاً كالجبال على مركب من الخيال ؛ لتؤدي رسالة أسمى من الجمال وأرقى من الكمال، غايُتك بناء العقول وصِناعة الرجال..
فلتعلم أيها المعلم الكريم والفاضل الرزين أنك تبني أمة على أسس علمية وتربوية.. وتزرع الثقة والمكانة والعزة في الشعوب والمجتمعات رغم اختلاف الثقافات..
كم أنت مكافح أيها المعلم الناجح.. كلما كان المعلم ناجحاً في أسلوبه وطريقة طرحه كلما كان متميزاً ونزيهاً في تعامله مع طلابه، والآخرين من طبقات المجتمع دون النظر في الخصائص الشخصية (العرق - اللون).
نجاح المعلم يربطه كفاح متسلسل ومتلازم مع الحياة ينتهي ببراعة متناغمة في الإعداد، ومتناسقة في الإخراج والإمداد..
كم أنت كبير أيها المعلم عندما تنصهر في حب مهنتك لتحلق في سماء الإبداع التربوي دون ملل أو كلل.. مؤدياً عملك دون تقاعس أو كسل.. مبتغياً ذلك بناء العقول وتهذيب النفوس وصقل الشخصية بالعلم والمعرفة.. ورسخ القيم والأسس العلمية لدى المتعلمين.. بالإضافة إلى تعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية الحميدة لدى النشء؛ نظراً لما تحمله من ترسيخ متبادل في الاحترام والتفاهم وقبول الآخر.