عمر إبراهيم الرشيد
يعرف العامل الألماني بأنه الأكثر إتقاناً لمهنته في العالم، وحين فرضت دول التحالف حظراً على ألمانيا في مجال الصناعات العسكرية والتسليح بعد انهزامها في الحرب العالمية الثانية، اتجهت هذه الدولة إلى إعادة بناء نفسها وإلى الصناعة المدنية، فأصبحت إثر ذلك ثالث أقوى اقتصاد في العالم والأولى في أوروبا.
أوردت هذه المقدمة للتذكير بحجم وتأثير هذه الدولة صناعياً وتقنياً، مع استحضار أنفة الإنسان الألماني واعتزازه باقتصاد وتاريخ بلاده. ومع ذلك لم تمنع هذه العوامل من تبوء المهندس السعودي منصباً ووظيفة قيادية في منظومة شبكات القطارات في ألمانيا، حيث درس وتخرج من إحدى جامعاتها، ثم تلقى عرضاً للعمل في مجال تخصصه وهو الهندسة الكهربائية، فقبل العرض حرصاً منه على تطبيق ما تعلمه هناك وفي البيئة التي درس فيها حيث التخصص ملائم لسوق العمل هناك ومصمم له. أثبت راكان مهاراته وتفوقه العلمي والمهني فتم تعيينه في وظيفة قيادية في تلك المنظومة الألمانية كمدير لمشاريعها ولأكثر من عشرين مشروعاً كلها تمت بنجاح ودون أخطاء مهنية. هذه هي القوة السعودية الناعمة التي تسهم في رفعة الوطن وتقدمه، وقد سبقه الدكتور صفوق الشمري الذي ترأس إدارة مستشفى في طوكيو لتميزه في تخصصه الطبي ومهنيته العالية. ولا ننسى مشاعل الشميمري مهندسة صناعة المركبات الفضائية والصواريخ التي تعمل في وكالة ناسا الأمريكية. هؤلاء وغيرهم الكثيرون ممن تناولت بعضهم هنا كما فعل غيري، إنما هم أبرز مكونات القوة الناعمة السعودية، ونتاج دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وبرنامج الابتعاث، ولابد من إبرازهم بصورة أكبر لتشجيع الشباب والنشء من الجنسين على تعقب خطاهم والاقتداء بهم كونهم مثلوا وخدموا وطنهم أشرف تمثيل وأجل خدمة وهم سفراء بلا سفارات. أقول شكراً لهؤلاء وأمثالهم وشكراً لراكان الشمري وإلى الأمام يا فخر الوطن.