م. بدر بن ناصر الحمدان
في رأيي الشخصي أن إدارة نادي الهلال السعودي لديها معضلة قديمة مع ثقافة ترويج ما بين يديها من «إرث أزرق» لا يقدّر بثمن، والشواهد كثيرة على ذلك، ربما لم تستوعب حتى الآن حجم المكانة القارية والدولية لإمبراطورية هذا الكيان العريق وقيمة علامته الرياضية ورمزيتها الطاغية على الخارطة التسويقية، كونه النادي رقم واحد على مستوى منصات الرياضة السعودية بموجب الإحصائيات و الأرقام وبرصيد من الإنجازات غير المسبوقة وصاحب السواد الأعظم من الجماهير.
قرار عدم منح شارة القيادة إلى «نيمار جونيور» أسطورة العالم الأولى، وقائد منتخب «السيليساو»، واللاعب الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، كان قراراً غير موفق - مهما كانت مبرراته - وإخفاقاً كبيراً في استثمار قيمته العالمية وهو السبب الرئيس الذي تم إحضاره من أجله ضمن مشروع رياضي طموح جداً يتجاوز عقلية توريث الكابتنية وجبر الخواطر وعقلية السبعينيات على حساب نجم جماهيري خارق بحجم «نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور».
هل تعلم إدارة نادي الهلال حجم خسارتها الفادحة من عدم تقديم نيمار ككابتن للهلال في إطلالته الأولى للعالم، وكيف فقدت مشاهدات مليونية، واهتماماً كان أن يكون لافتاً جداً من الصحافة والإعلام الدولي، وما سيتبع ذلك من عقود رعاية وشراكات فلكية بملايين الدولارات، ناهيك عن تعزيز الصورة الذهنية عن النادي وكرة القدم السعودية، وكم ستفقد من فرص قادمة لن تتكرر بعدم استثمارها لـ «نيمار» تسويقياً، كان من المهم أن نشاهد عملاً احترافياً يليق بالتعامل مع مستوى تواجد هذه الشخصية الاستثنائية في صفوف الزعيم.
الهلال كان -ولايزال- أمامه فرصة الدخول في نادي العشر العلامات التجارية الكبرى لأندية كرة القدم على مستوى العالم والتي يتصدرها نادي «ريال مدريد» في المركز الأول ونادي «توتنهام» في المركز العاشر وهي ما تجذب المشجعين واللاعبين والمستثمرين والإعلام والجهات الراعية للالتزام مع النادي، وتحقق نمواً في العوائد والإيرادات والتحوّل إلى عالم الأعمال من خلال الرياضة، وصولاً للاكتفاء الذاتي الذي سيمكنه من بناء شبكة من الملاعب والمرافق وحيازة أصول استثمارية تضعه على هرم الاقتصاد الرياضي.
أرجو أن لا يرحل «نيمار» ورفاقه يوماً، ويخسر الهلال فرصة «تمكين» تاريخية لم تخطر على بال أحد، ولا يمكن تعويضها.