صيغة الشمري
مما لاشك فيه أن الابتعاث لطلب العلم يساهم بشكل مباشر في تطور أي بلد، أغلب المسؤولين الذين ساهموا في تطور بلدانهم هم من خريجي جامعات عريقة، إذ ليس هناك ما يفوق الجامعات في صنع العلماء وأصحاب الفكر والقادة الخلاقين، لذلك اتجهت بلادنا نحو إرسال مئات الآلاف من المبتعثين من أبنائها للدراسة في أرقى الجامعات العالمية، ينبع اهتمام حكومتنا الرشيدة بالتعليم، لتنمية رأس المال البشري، وتحقيق النهضة الشاملة في مختلف المجالات، لذلك أتى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث لتعزيز القدرات في البحث والتطوير والابتكار وريادة الأعمال في المجالات ذات الأولوية، وإعادة التأهيل وتعزيز القدرات في تخصصات علمية مختلفة، البرنامج يساهم في توفير كوادر وطنية موهوبة لسوق العمل في القطاعات الواعدة للمشاريع النوعية التي أطلقتها رؤية السعودية 2030، بينما يصنف ضمن أفضل برامج الابتعاث باعتبار أنه يبتعث طلاب المملكة في أفضل الجامعات العالمية، إذ سيصل عدد المبتعثين إلى 70 ألف طالب وطالبة في كافة التخصصات، مما يدعم برامج الرؤية المعتمدة على الابتكار والإبداع والعقول المجيدة في المجالات المختلفة، استقطاب البرنامج للموهوبين يدل على أن بلادنا عازمة على الاستفادة من العقول المبدعة، المتميزة التي يمكنها قيادة المسيرة، تحقيقاً للاستراتيجية المبنية على تنمية القدرات البشرية، والتي تمثل مرحلة جديدة للابتعاث تسهم في تعزيز تنافسية المواطنين من خلال رفع كفاءة رأس المال البشري في القطاعات الجديدة والواعدة.
ودون شك سيكون لخريجي البرنامج من الموهوبين والمتفوقين في أفضل الجامعات العالمية، دور مهم في قيادة عجلة التنمية محلياً وخارجياً، فعقولهم منبع إبداع لا ينضب، لهذا سيساهمون في تنمية وطنهم بشكل مباشر، عبر العمل والابتكار والاختراع، وبشكل غير مباشر كسفراء، وسطاء بين موطنهم ودول العالم.
البرنامج المشتمل مسارات الرواد، والبحث والتطوير، وإمداد، وواعد، نقلة نوعية كبيرة في التأهيل، خصوصاً أنه حريص على قبول أكبر عدد من المتفوقين والموهوبين، وفق آليات وشروط تساعد على إتاحة فرص أوسع لاستفادة جميع المواطنين الراغبين في إكمال تعليمهم في أفضل الجامعات حول العالم، وبالتالي يفتح المجال واسعاً لأبناء الوطن ليكون لهم بصمة واضحة في التنمية المستدامة. لذلك على كل مبتعث أن يستشعر دوره كسفير لوطنه يرسم عنها أجمل الصور، ومنذ أول يوم ابتعاث حتى عودته لوطنه يعتبر في مهمة وطنية.