في إنجاز طبي جديد نجح فريق طبي متخصص في جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري، بإجراء عملية هي الأولى من نوعها تتم باستخدام المنظار المتقدم أحادي القطب، وذلك لإنهاء معاناة مريض في العقد الثاني من العمر، يشكو من تعرضه لنوبتين إلى ثلاث نوبات يومياً من الألم المبرح، في الأطراف السفلية ومنطقة الظهر، نتيجة إصابته بمتلازمة «بيرتولتي»، والتي يتكون فيها مفصل إضافي بين الفقرات القطنية والحوض، الأمر الذي أثر على ديناميكية حركة الفقرات ومرونتها وأعاق المريض عن ممارسة حياته ومهامه اليومية. وقال الدكتور حسام جبري استشاري جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري وجراحة المناظير المتقدمة، رئيس الفريق الطبي المعالج والحاصل على الزمالة الكندية والفرنسية، إن المريض عانى من تبعات هذا المرض لمدة تزيد عن 3 سنوات، وقد حاول العلاج في أكثر من مستشفى ولكن دون جدوى، وكان يستعد للسفر خارج المملكة للعلاج، وذلك بعد أن زادت عليه حدة الألم والمضاعفات. مفيداً بأن المريض فور وصوله للمستشفى، تم إخضاعه لمجموعة من الفحوصات المخبرية والأشعة المقطعية C.T Scan والرنين المغناطيسي M.R.I، وبعد الاطلاع على التاريخ المرضي والنتائج، تم التأكد من الحالة وطمأن الفريق الطبي المريض أنه ليس بحاجة للسفر إلى الخارج، لتوفر كافة الإمكانات والأجهزة الحديثة والكفاءات الطبية المؤهلة والماهرة لعلاج حالته.
وقال الدكتور حسام إن الخطة العلاجية بدأت بإجراء طبي لإيقاف نوبات الألم المبرح التي يتعرض لها المريض، وأيضاً التأكد أن المفصل الزائد هو السبب الحقيقي لشعوره بالألم، وذلك عن طريق استخدام إبرة للظهر تحت الأشعة السينية، مؤكداً أن المريض تحسنت حالته مباشرة بعد هذا الإجراء ولله الحمد، وبعدها تم عمل نموذج للمفصل من الأمام والخلف ثلاثي الأبعاد (3D)، وذلك تمهيداً وتخطيطاً للمرحلة الثانية من الخطة العلاجية ولعمل محاكاة للعملية بالمنظار. وعن الجراحة قال إنها استغرقت ساعة ونصف الساعة عبر تقنية التدخل الجراحي المحدود، باستخدام المنظار أحادي القطب المتقدم، وتحت تخطيط الأعصاب المستمر لمتابعة العصب القطني الخامس بالجهة اليسرى، حيث تم عمل فتحة صغيرة جداً أقل من 1سم بطول 0.8 ملم في ظهر المريض، ومن ثم الوصول للمكان المحدد وفصل المفصل عن الحوض. وبعد العملية نقل المريض لجناح التنويم، وقد أبانت النتائج والفحوصات تحسن حالته وانتهاء نوبات الألم بنسبة 100%، وعدم حاجته لأخذ الأدوية المسكنة للألم مجدداً، وقد خرج من المستشفى وهو بصحة جيدة ولله الحمد وعاد لممارسة حياته بصورة طبيعية.
وفي ختام حديثه شكر الدكتور حسام جبري الفريق الطبي المشارك بالعملية والشركات الطبية المتعاونة وقال إن هذه الجراحة تعد الأولى من نوعها التي تتم باستخدام منظار العمود الفقري الجراحي أحادي القطب وبدون الحاجة لتثبيت الفقرات كما هي العادة في العمليات التقليدية والتي تجرى بالفتح الجراحي والحاجة لبقاء المرضى مدة طويلة في المستشفى للاستشفاء، والحد من المضاعفات الوراد حدوثها. مفيداً بأن نتائج هذه الحالة وطريقتها تمت مشاركتها فى اجتماع الجمعية العالمية لجراحة العمود الفقري الأخيرة، والتي عقدت فى مدينة براغ بدولة التشيك هذا العام 2023، ولقيت إعجاب واستحسان الأطباء المتخصصين في هذا المجال حول العالم.