ليلى أمين السيف
خطر لي خاطر بعد نقاش ودي مع صديقة جميلة أن جيلنا ومن سبقونا من أجيال لم يحظوا بشرف الأحضان أو الحوار المنطقي مع من هم أكبر منهم سناً من والدين ومعلمين وأقارب وجيران وغيرهم ولكن كان هناك مودة وعافية في العلاقات الانسانية..
كان هناك احترام حقيقي للمعلمين وتبجيل للأب وعاطفة للأم والجدين..
كنا نطيع الأوامر ونعتبرها مقدسة ولا نناقشها لأننا نعلم أنها في النهاية تصب في مصلحتنا بل كان الابن يعتبر عاقاً إن راجع والديه في أمر ما أو صوب لهما نظرات حادة.. لم تصبنا العقد النفسية لأن معلمنا سلخ أصابعنا ضرباً بالمسطرة الخشبية أو رفعنا أصواتنا على والدينا إن لم تلب طلباتنا التي لم نكن نطلبها أو نعرفها وقتها.. فقد كنا ممتنين لكل ما يقدم لنا ولم نشك للحظة أننا نفتقد شيئاً أو نمد أعيننا لما يتمتع به غيرنا فالرضا كان يغلف معظم النفوس.. والقناعة كانت طابع كثير من القلوب..
بلغنا من العمر عتياً وما زلنا نخشى غضب والدينا علينا ونراعي حقوق جارنا ونلتمس الأعذار لاصدقائنا ونغفر الزلة لكثير من أقاربنا ونحرص على ود أصدقاء والدينا..
يا أبناءنا الأعزاء تذكروا أنكم غداً ستقفون ذات الموقف مع أبنائكم فما ترضونه لغيركم ستتجرعونه غداً رغماً عنكم..
احيطوا والديكم بحنانكم فهم أولى الناس بحبكم وأحضانكم..كلماتكم الحلوة ومزحكم وضحكاتكم قاسموها والديكم واحرصوا على ودهم وود من يحبون فهم الحب الأول والحقيقي..
هدانا الله جميعاً..