طلال أبو غزالة
إن انفجار غضب الأقصى وغضب الأمة ما هو إلّا ردًا على عدو دنس الأقصى وتجاوزت جرأته مسرى رسولنا، وارتكب مجازر بحق المدنيين من الأطفال والشباب والنساء المرابطات. إن انفجار الأقصى العظيم ما هو إلا إحقاقًا للحق وبدء انتهاء العدو وعربدته دون حسيب ورقيب.
انفجر الأقصى وانتفض معلنًا بداية الهجوم في السابع من أكتوبر من عام 2023، ليرد الصاع بمثله والظلم بشبيهه، ليعلن بداية الضربة القاضية ويقضي على حصون العدو العالية، ويذيق العدو الإسرائيلي المحتل مرارة الاختطاف والتهديد بمثله، انفجر الأقصى بإمطاره آلاف الصواريخ على عدوه الظالم ليشرب من الكأس نفسه الذي شربه أحرار فلسطين وتجرّع من سمه أطفالها، ليسجل التاريخ لأطفال فلسطين وشبابها وشيبناها ونسائها الأحرار أن الله سيحق الحق ويبطل الباطل «بسيوفهم الحديدية»، وأن الحق عائد شاء من شاء وأبى من أبى.
إن إعلان العدو الإسرائيلي المهزوم والمنكسر بأنه في «حالة حرب»، وليس في حالة مواجهة ما هو إلا نصر من الله وإرباك للعدو وانتهاكاته وتجاوزاته التي لم تعد الإنسانية أو القوانين تردعها، أن إعلان «حالة الحرب» لدى العدو الصهيوني ما هو إلّا إظهارًا لهشاشة هذا العدو وضعفة، وما هو إلا بيانًا تاريخيًا من العدو نفسه «بحرب العار».
هزل وباء بالخسران، من ادعى أن العدو الصهيوني يملك أقوى جهاز استخبارات في العالم، وأنه الأقوى عسكريًا في الشرق الأوسط، وجاء الوقت لإظهار ضعف العدو وجبنه بادعائه بأن الفلسطينيين مكروا لهم بمفاجأة -وأي مفاجأة- مدعين بأنها غير متوقعة وأنهم أضمروا السيطرة بشكل مباغت، كيف لأقوى جهاز مخابراتي «كما يدعي البعض»، أن يتم اختراق مستوطناته من خلال هجوم لم يتجاوز خمس ساعات ويتم السيطرة عليها من خلال خط دفاع كامل.
عملية «طوفان الأقصى» ما هي إلا بداية شرارة الانتفاض على الظلم الذي عاناه شعب بأكمله، وما هي إلا صدمة شديدة الضرامة للاحتلال الإسرائيلي، وأن المواجهة ما زالت في أوج شرارتها وسيتفاجأ العدو كثيرًا، ولا سبيل له سوى الانسحاب حفاظًا على ماء وجهه أمام العالم أجمع، ويستجيب لمطالب الفلسطينيين.
وما عملية «طوفان الأقصى» إلا تغييرًا جذريًا في الرد على العدو المحتل ودحره عن جرائمه المتتالية وتغيراً في طريقة إدارة الحرب على أرض الواقع ليتم رد السحر على الساحر.
مهما كان رد العدو الإسرائيلي قاسيًا، فلن يكون أقسى مما عاناه شعب احتُل بالقوة وقُتل أطفاله ونساؤه في وضح النهار دون رقيب أو حسيب، وآن أوان الوقت لانهيار هذا العدو، وكفاه استهتارًا بشعب لا يعرف إلا وطنه ويزغرد عند رؤية شهدائه ممدين دفاعًا عن أوطانهم.
كفاكم وعيدًا وتهديدًا بأن فلسطين «ستجبي دماءً لا مثيل لها»، ثبت ضعفكم وثبت نقصكم، وثبت جهلكم في إدارة الحرب وسيتم مفاجأتكم ومباغتتكم كما ادعيتم لأنكم تجهلون قوانين الحرب ولا تعرفون إلا قوانين القتل والتدمير وسلب الحقوق.
وليعلم العدو أنه يجهل أبسط قوانين الاستخبارات العسكرية التي تقول «إذا كان الطريق آمن فاعلم أن هناك كمين).