د. محمد بن أحمد غروي
شاركتُ في ورشة عمل دولية إعلامية بصحبة عرب وعجم من دول الآسيان، وفي معرض حديثي تطرقت للمبادرة الثقافية الإعلامية التي أطلقها مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة المتضمنة جمع شتات صور المدينة التاريخية لطيبة الطيبة من المصورين أفرادا ومؤسسات من داخل المملكة وخارجها قديما وحديثا؛ بهدف النفع العام والإثراء البصري لتاريخ مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وموروثها، ودراستها وقراءتها باعتبارها شاهداً على صفحات من تاريخ المدينة المنورة.
وما تطوع به المهندس المعماري الدكتور محمد الحصين من إيقاف أعماله الفوتوغرافية التي اشتملت على 300 صورة قديمة للمدينة المنورة لتكون نقطة انطلاقة لبوابة إعلامية وقفية لتاريخ طيبة الطيبة الزاهر لتكون باقة مئات الصور الموقوفة.
الفكرة لاقت استحساناً واسعاً من قبل المشاركين من دول الأرخبيل، خاصة أن معظم الأكاديميين شاركوا في الورشة مسلمين ولم يسبق لهم أن زاروا الأماكن المقدسة، ومناهم معرفة معلومات كثيرة عن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوسائل الإعلام هناك لا تملك الذخيرة المعلوماتية الكافية لعمل المواد الإعلامية عن الحرمين الشريفين رغم أن كل الكون يعرف المدينة المنورة ويزداد شرفا زوارها من مشارق الأرض ومغاربها واهتمام المسلمين وغيرهم بتاريخها الممتد لقرون، إلا أن معظم المشتاقين إليها لا يعرفون عن تاريخها وحاضرها، والتي لو علموها لازدادوا من لوعة المشتاق لزيارة طيبة الطيبة التي لا يخلو فيها شبر إلا ويتضمن قصة أو حدثا فيه موقف أو ارتبط به حديث أو أثر.
في اعتقادي أن ما قام به مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة من بادرة يشكر عليها وعلى القائمين بها ولا بد من التوسع في المجال الإعلامي الدولي للتعريف بتراثنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا من خلال الإعلام بشكل عام والإعلام الوقفي بشكل خاص فتواجد المواد الفلمية والصور الفوتوغرافية وغيرها من المنتجات الإعلامية ستسهم إيجابا في دعم وسائل الإعلام في الأرخبيل خاصة والشرق الآسيوي والعالم الإٍسلامي لاختصار نصف الطريق عليهم لإنتاج محتوى موثق خصوصا مع احتياج تلك الوسائل لذلك المحتوى في المواسم الدينية ومع كثرة إقبال الناس عليها بالتزامن مع تلك المواسم في أكبر تجمع اسلامي في العالم. كيف لا وأكثر نسبة المعتمرين والحجاج من الأرخبيل.
وأهيب بتوسيع دائرة تلك المبادرة وتعزيزها من خلال التواصل المباشر للمركز وفتح الباب على المهتمين ووسائل الإعلام لإثراء الوقف الإعلامي سواء من برامج أعدت أو خامات غير معدة يستفاد منها في وسائل الإعلام والفضاء الرقمي ولتفتح الباب على الدراسات العالمية عن تاريخ المدينة وحاضرها.
حق للمدينة المنورة أن تكون عاصمة الوقف بتنوعه منذ عهد النبي الكريم ومن تبعوه من الصحابة والتابعين وفي اعتقادي أن الوقف الإعلامي سيكون أثره ممتدا إلى يوم الدين ويعم النفع به المسلمين.