د. عبدالحليم موسى
نشنف مسامع طلابنا بالمرحلة الجامعية بسرد قصصٍ من الواقع المعيش لشخصيات أثرت حياتنا العلمية والعملية فكراً وإبداعاً.. من أجل أن نرسخ في نفوسهم ثقافة التفكير خارج الصندوق؛ كوصفة سحرية لتحصينهم من الوقوع في الفشل.. ويتم تدوين أسمائهم في سجل التاريخ الإنساني، وعلى صفحات المبدعين وعشاق النجاح والتقدم.
فالتفكير والتدبر من سمات العقل الفاعل المبتكر؛ ومن الناس من يأتي تفكيره مسايراً لمجتمعه وجماعته؛ ولكن ما يميز أصحاب العقول التي تفكر خارج الصندوق أنهم يأتون بالمبتكرات والأفكار الجديدة التي قد لا يستوعبها من حولهم؛ ليس لقصور عقولهم وإنما لضعف رؤيتهم الاستشرافية للمستقبل.
فحينما عرض مؤسس شركة Apple» « ستيف جوبز فكرته لحاسوبه الأول الذي كان عبارة عن صندوق نظر إليه الحاضرون بازدراء لأن في تلك الفترة كانت شركة «Dell» تسيطر على سوق الحواسيب في أمريكا، فقالوا له ماذا ستضيف يا ستيف بصندوقك لعالم الحواسيب؟! هذا سؤال استنكاري كانت تطرحه الأعين التي كانت تنظر إليه في ذاك الملتقى الذي عرض فيه فكرة صندوقه الذي يحمل شركة سيغير عقول الجيل الرقمي بإنتاجه لهواتف الآيفون.
وقد قاده تفكيره خارج الصندوق إلى تحدى صعاب سخريات أقرانه حتى وجد ممول يشاركه في إنتاج النسخة الأولى من كمبيوتر «Mac»، ومنها انطلق الرجل حتى أصبحت شركة «Apple» عملاق الحواسيب والجوالات.
وصديقنا الآخر هو «jack Ma» مؤسس شركة «علي بابا» الصينية؛ والذي يحكي عن رحلته في دهاليز الفشل، ولكنه لم يستسلم.. لهذا يقول دائماً شعاري في الحياة لا تستسلم للفشل»Don)t give up»، وقد قصّ محاولاته الخمس التي انتهت جميعها بالفشل بحثاً عن الوظيفة، وفي ذات مرةٍ كان يحاضر في جامعة هارفارد؛ فقال ساخراً من الفشل: هل تعلمون أنني قدمت للالتحاق بجامع هارفارد عشرة مرات انتهت جميعها بالرفض! وها أنا ذا اليوم أقدم محاضرة في هارفارد، وختمها بقوله: لا تستسلم.
أما الشخصية الأخيرة فهي زوكربيرج مؤسس شركة «فيس بوك» والتي كانت في بدايتها عبارة عن مشروع طلابي وهو بالسنة الثانية بجامعة هارفارد، وحينما نجح برنامجه والذي أطلق عليه في البداية اسم «Face Match»؛ وكان البرنامج خاصاً بطلاب جامعته وذلك لمقارنة الوجوه المتشابهة بين الطلاب والطالبات، ثم عرضت عليه شركة Google»» شراء هذا التطبيق بمبلغ مليون دولار فرفض.. فسخرت منه الصحافة الأمريكية قائلة: طالب يرفض مليون دولار! ولكن تفكيره خارج الصندوق قاده إلى تأسيس شركة Face book»» مما أرغم Google»» لشراء 5 % من أسهم الشركة الجديدة بمبلغ مليون دولار.
وهذه القصص الثلاث يمكن أن نجد لها قصصاً متشابهة في حياتنا بدأت بالفشل وانتهت بالنجاح؛ فيما ستتكرر مثل هذه القصص المحفزة كل عام؛ حينما نجد أن جامعة الملك فيصل «كفو» ترعى المواهب الطلابية وابتكاراتهم وتقدم لهم دعماً لا محدوداً، لهذا نرى العديد من طلاب الجامعة يحصدون المراكز المتقدمة والجوائز الدولية نتيجة لهذا الدعم والرعاية من جامعة «كفو».