علي الخزيم
ـ هي حناجر وأقلام وأدوات تُعاني من الدُّونِية وفقدان الأمل بمستقبل يُلبّي طموحاتهم المُفتقرة لمؤهلات ترفع قِيَمهم لتنال الطموح المنشود، فوجَدت برفع عقيرتها المأجورة لجهات مشبوهة مُغرضة الفرصة لالتقاط فُتَات المال مِمَّن استأجرهم ووظفهم لأهدافه المُشِينة ضد قيادتنا الرشيدة ومملكتنا الحبيبة وشعبها الوفي.
ـ الصور والمواقف أكثر من أن تُحصَى بهذه المساحة؛ غير أن أمثلة سريعة مُختصرة يمكن أن تُقدم ما يشرح المراد لمن قد تغيب عنه أهدافهم المُبَيّتة المرسومة داخل غرف الظلام والبهتان، نعم: هذا مؤكد؛ إذ إن المملكة لم ولا تألو جهداً؛ ولم توفر أي إمكانات لخدمة ودعم الأشقاء والأصدقاء، والمبادرة بالعون والإغاثة عند الأزمات والكوارث بكل بقاع الأرض دون النظر للعِرق والديانة، بل هي مملكة الإنسانية بلا منازع.
ـ هذه الأبواق تتخذ مواقع مختلفة (متعددة جغرافياً وإلكترونياً) بين وسائل التواصل الاجتماعي بهدف المبالغة بالإيذاء وإيهام المُتلقِّي البسيط والغافل عن مكائدهم بأن الأصوات المتحدثة خِدمَة لأهدافهم مُتعددة وبجهات مختلفة ومشارب متباينة، وكلها تندرج ضمن خطط الخداع وتضخيم الأمور بمحاولة لإقناع أكبر عدد من السُذَّج بوجاهة أكاذيبهم وادعاءاتهم الباطلة.
ـ كما أن هنا بالداخل أبواقا متسترة ناعقة لم تبتعد كثيراً فهي بيننا، تسكن بين منازلنا وتعمل وتتربح بأسواقنا، وتكتسب الأموال المُجزية وتصدرها للخارج لشعورهم بعدم الانتماء لهذا البلد الذي رحَّب ويرحب بهم كإخوة أشقاء ألمَّت بهم ظروف طارئة دعتهم لترك بلادهم والقدوم لهذه الديار المباركة لإيمانهم بتوفّر الأمن والإنسانية والعدل والرزق الكريم، والتعامل معهم بعيداً عن تفسيرات وتعقيدات اللجوء وما قد يتبعه من إجراءات مُذلة لو كانوا ببلاد أخرى، ثم كان نكران كل هذا الجميل.
ـ قُدرات وعقول شابة سعودية دأبت وما زالت تَكشِف ألاعيب حسابات وهمية على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي كتلك المواقع والحسابات التي تُركز على التغرير بالفتيات والنساء السعوديات بدعاوى التحرر والتّخلص ـ كما يزعمون ـ من قيود الزوجية والأسرة، وبكل أسف قد انساق خلفهم أعداد من النساء وأخذن يُردّدن بغفلة وعدم تقدير للعواقب أقوالهم وتُرَّهاتهم، إلى أن تَكشَّف لبعضهن زيفهم وخبثهم.
ـ ومثال واضح: حين تم الحديث بوقت مضى عن إمكانية طرح جزء بسيط من رأس مال شركة كبرى عملاقة بالمملكة كمساهمة؛ ضَجَّت تلك الأبواق معترضة بتفسيرات مُضحكة وكأنها تملك صكوك الشركة أو كأنها من أنشأتها، مع العلم أن عُمر الشركة يعادل أعمار مراهقي الغوغاء عشرات المرات، وكان بين هرطقتهم أن أموال وثروات المملكة العربية السعودية مُلك للمسلمين والعرب كافة، دون غيرها من ثروات بلاد إسلامية وعربية، إنها السَّفاهة بكل وضوح!
ـ الأبواق التي تمارس أحقادها ضدنا بصفة عامة أغلبها فئة متعلمة ولو بمستويات ليست عُليا، ومع ذلك لم يُسعفها التحصيل العلمي ولا ظروف الحياة بكل تقلباتها حولهم لأن يستشعروا قِيَم الوفاء وشكر النعم ومكارم الأخلاق التي يجب أن يتحلَّوا بها والمروءة التي تزينهم وترفع شأنهم، غَلَبتهم شِقوتهم وألاعيب شياطينهم، وخذلهم لُعَابهم أمام المُغريات، فتنكروا لكل مقومات الأخلاق، واختاروا الانحدار والحضيض لأنفسهم.