إيمان حمود الشمري
ازدحام وأزمة تنقل، وحافلات فارغة في الوقت ذاته؟
وسيلة نقل رئيسية وثقافة سائدة في دول أخرى، استخدمها المواطن السعودي في سفراته بالخارج ولا يزال متحفظاً منها داخل بلده، ولم يتحمس للتجربة حتى من باب الفضول والرفاهية!! على الرغم مما تتمتع به الحافلات من نظافة ومقاعد مريحة وتكييف وانضباط بالوقت بشهادة من استخدمها.
15 شهراً والحافلات تدور فارغة بالشوارع، ولكن الذي لا يعرفه الكثيرون أن تلك الحافلات التي تدور فارغة مربوطة باختبارات تجريها مع مركز التحكم والسيطرة، مع الأنظمة الآلية، وأنظمة البيع والتذاكر، وأنظمة الجدولة، حيث يعتبر ربط الحافلة بتلك الأنظمة أداة قياس لأدائها، وسعياًَ للارتقاء بتقديم خدمة رفيعة المستوى تليق بالتوقعات.
وعلى الرغم من أن النقل العام يعتبر محوراً أساسياً وركيزة لأي تطور مدينة وتوسعها والعيش فيها، ومظهراً حضارياً واقتصادياً للبلد، إلا أن نسبة التنقل العام تشكل 1 % رغم مرور 42 سنة استثمار في هذا القطاع!! ولا يمكننا إنكار أن الحافلات تلعب دورًا رئيسيًا في تخفيف الازدحام المروري، حيث تساعد في تقليل عدد السيارات في الطرقات، مما يقلل من الاختناقات المرورية ويجعل الحركة أكثر سلاسة وفعالية، بالإضافة لتعزيز موقع الرياض كمدينة صديقة للبيئة، إلا أنها ما زالت لا تحظى بقبول كبير حتى يومنا هذا!!
تحدٍّ كبير بتعزيز مفهوم النقل العام تخوض غماره الهيئة الملكية لمدينة الرياض التي أعلنت عن بدء المرحلة الثانية من خدمة (حافلات الرياض) وإطلاق مميزات إضافية للتطبيق الإلكتروني المتوافر في متاجر الهواتف النقالة، لتسهيل عملية التخطيط للرحلة وشراء التذاكر، وتحديث الخريطة لتتبع الحافلات، من خلال الخاصية الجديدة (اعرف وجهتك)، تسهيلات من شأنها التشجيع لخوض التجربة ولو من باب الاستمتاع، ويشاركها هذا التحدي أحد قادة التحول، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو) المشغل لحافلات الرياض الأستاذ: خالد الحقيل، حيث ذكر أنها شبكة جديدة نشأت من العدم كجسم غريب على المدينة تحتاج لوقت وتدرج، مرحلة تجريبية تطول أو تقصر، وأضاف أننا في صراع وسباق مع الزمن لضخ المزيد من فتح الطرق وربط المحاور الجديدة، وإطلاق المزيد من الحافلات.
تخيل أن يكون هذا الزحام الذي أنت مستاء منه، سوف يأتي يوماً بمشاريع كبيرة وبأنماط مختلفة مثل: مترو، حافلات، وغيرهما من وسائل النقل.. ستعيد تشكيل منظومة التنقل.
ويبقى الدور الأساسي والفاعل والمهم هو نحن سكان الرياض، فالتغيير أيضاً يجب أن يبدأ من خلالنا، حيث قررت أنا وجيران الحي تجربة الباص لنساهم في رفع الوعي للمواصلات العامة، ونوثق تجربتنا من خلال مشهد مصور يتم نشره بوسائل التواصل، لتشجيع الآخرين على مشاركتنا وتوثيق تجاربهم مع الحافلة، وإذا كنت ترغب في مشاركتنا حمّل تطبيق الحافلات من المتجر الآن (riyadh bus)، وشاركنا تجربتك.