عبده الأسمري
* كشفت حملة مكافحة المخدرات التي طالت كل المدن في وطني الحبيب عن حجم «الدمار» المهول الذي يخطط له تجار السموم من أجل الإيقاع بأبناء وبنات الوطن كضحايا في مستنقع «الادمان» وتبقى الآمال معقودة في جهات الضبط والتحقيق لتكثيف الجهود فالورم مزمن وتنظيف جسد «البلاد» من خراب خلايا التهريب يحتاج إلى «استئصال» عاجل مع ضرورة وضع متاجر «المعسلات» التي تملأ شوارع المدن ومواقع «الاستراحات» المتوارية عن الأنظار ومنازل المقيمين القابعة في الأحياء تحت الرقابة وحملات مداهمة مكثفة لأن ما خفي كان أجرم.
* بات الاعلام الفضائي الرياضي المحلي «حلبة يومية» لتصفية الحسابات وتبادل الملاسنات والاتهامات والتراشق المعلن أمام أنظار المشاهدين وسط فرق تدعم المصارعين بالألفاظ بخفية من حسابات التواصل الاجتماعي مما حول الأمر إلى «مهزلة» علنية تقتضي وقف برامج وإيقاف محللين وشطب مشاركين في وقت لا يحتاج فيه الأمر إلى تقصٍ أو استقصاء فالدلائل على «الهواء» والبراهين أمام «الملأ».
* أصبح برنامج «التيك توك» مسرحاً مفتوحاً للتافهين والسفهاء من الجنسين وباتت المقاطع الخادشة للحياء والمثيرة للسخرية تثار علناً من أشخاص يظهرون بهيئاتهم وأسمائهم الأمر الذي يؤثر على «قيم» جيل كامل ويسبب تدميراً عاجلاً لمنظومة «التربية» ومما زاد الأمر سوءاً أن الأعداد في تزايد والحماقات في ازدياد وباتت «قوافل» مرضى القلوب وحديثي النعمة وزبانية الخبث وأرباب الجشع وأعداء الانضباط تثير «الغضب» وتنشر «الخوف» في قلوب الأسر نظير حجم التغيير في سلوكيات الأبناء عبر تقليد ومحاكاة لتلك النماذج المتخلفة والعينات البشرية المقيتة.
* تزايدت خلال الفترة الأخيرة مواضيع «الصلح القبلي» في قضايا القتل الأمر الذي تحول إلى «مناظر» تستدعي التدخل وتستوجب الضبط خصوصاً وأن هنالك حسابات رسمية في إمارات المناطق فيما يخص مبالغ «عتق» الرقاب ولكن ما نراه من تجمعات بائسة لأشخاص ومشاهد درامية وتبهرج بالحديث واحتماء بالقبيلة يشكل مساراً مخالفاً للدين والعقل والمنطق وآن الأوان لوقف الاجتهادات الشخصية والبهرجة القبلية مع ضرورة الاستناد إلى المنطلقات الشرعية في القضايا الجنائية بعيداً عن جمع الديات وإشاعة العصبية المقيتة لذا يتوجب فرض النظام وضبط أصحاب المقاطع «المشينة» التي تشوه واقع المجتمع وتثير التعصب وتنشر الضغائن.
* تطورت مناهج التعليم وادخلت عليها الكثير من التعديلات ولكن ما الفائدة إذا كان الطالب لا يجيد كتابة العبارة ولا يحسن صياغة الجملة وان كتب كان خطه أشبه بخربشات «المشعوذين» وسط غياب مؤلم لثقافة الحديث الذي تصنعه قوة المناهج وكفاءة المعلم فالأجدى أن يتعلم اللغة العربية وأن يمتلك قدرات التفكير وأن يكون لدى الوزارة مجالات تطوير فعلية وأن تكون البيئة التعليمية جاذبة وأن يعزز دور الأخصائي الاجتماعي والمرشد النفسي في المدارس بعيداً عن الاستعانة بمعلمي المواد العلمية طالبي الراحة الحاصلين على دورات الإرشاد الطلابي والتي لا تتجاوز تلقيناً وحشواً لهم يحولوه كمادة خام في عقول الطلاب لذا فإن التطوير الحقيقي يقتضي التركيز على نوعية المنهج وأداء ودور وتخصص وخبرة واجادة مدير المدرسة ومعلم المادة ومرشد الطلاب.
* هنالك غياب لجانب الإرشاد الاكاديمي والمهني في المدارس حيث يتخرج طلاب المرحلة الثانوية وأمامهم عشرات الخيارات من الأسرة ومن الجيران ومن أصدقاء العائلة ومن الأقارب ومن إشاعات التقنية فيتجه الطلاب إلى المسارات الخاطئة من التعليم الجامعي أو التدريب التاهيلي أو التوظيف والتي قد تنتهي بالتسرب الدراسي من مقاعد الدراسة أو ترك الوظيفة أو عدم إكمال البرامج التدريبية وسؤالي أين وزارة التعليم من توفير متخصصين وبرامج إرشاد اكاديمي ومهني تصل إلى كل المدارس وتزود طلاب المراحل الثانوية بالثقافة اللازمة والوعي المطلوب لخارطة طريق المستقبل وصناعة دروب الغد.
* هنالك مقاطع تنتشر لكسب الشهرة من اتجاه «التشهير» وتحمل في تفاصيلها فيديوهات تسيء إلى الطفولة والرجولة في آن واحد فالكثير يستخدم أطفاله الأبرياء كسلعة لترويج تفاهاته من أجل زيادة متابعيه أو ترويج بضاعته أو تسويق تفاهته وبعدها يقع «الطفل» ضحية لانتقادات مجتمعية وإساءات تطل عليه من كل جانب مما يجعل الأب والأم مسؤولين مسؤولية كاملة عن هذه الاستهتار في تبديد حقوق الطفل والإساءة إليه إضافة إلى وجود آخرين يوجهون بوصلة «تفاهاتهم» المشتهرة والتي تمرر على المراهقين والمراهقات من خلال اصطياد كبار السن من الرجال والنساء وغير المتعلمين أو القابعين في الهجر ولا يملكون ثقافة الدفاع أو الوقاية من «سموم» مشاهير العتة ولكن الجهات الرقابية والحقوقية مسؤولة عن حمايتهم من خلال رصد هذه المخالفات التي يجرمها النظام ويعاقب عليها «القانون».
* ما زلت أتساءل عن دور الجامعات السعودية الحقيقي في تأهيل الطلاب خارج «مساحات» المناهج المكررة من خلال البرامج التأهيلية والأنشطة التي تشيع روح «التنافس» ومعاني «التفوق» لماذا لا تسخر عماداتها في خدمة الطالب من خلال برامج تأهيليه «سلوكياً ومهنياً ونفسياً» لمراحل ما بعد الجامعة من خلال دورات عن كيفية الحصول على وظيفة ومدى أهمية التدريب بعد الدراسة وكيفية التعامل مع متغيرات الحياة والدراسة فيما يخص المبتعثين بالخارج وكيف يواجه الخريج الجامعي موجات الفراغ بعد التخرج وتثقيف الطالب بمدى إسهامه في خدمة المجتمع خلال فترة البحث عن الوظائف وتأهيل أعضاء هيئة التدريس بتأهيل سلوكي ونفسي وذاتي عن أساليب التعامل مع الطلاب ورصد أهم المشكلات والعوائق في هذا الجانب وغيرها مما يطول الحديث عنه لذا وجب على جامعاتنا تغيير «الرداء الأكاديمي» الموحد بألوان من التغيير والتطوير والذي يسهم في تأهيل منسوبيها معرفياً وسلوكياً ونفسياً واجتماعياً.