سهوب بغدادي
تزامنًا مع انتهاء احتضان العاصمة الرياض معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2023 الكائن في حرم جامعة الملك سعود، التي تعد الموطن الأساس لمعرض الكتاب في الرياض، نودع هذا الملتقى البديع بحزن ونتطلع إليه كل عام بشوق، وذلك لأسباب أنه كل عام يقدم مزايا أجمل من الأعوام السابقة، فهذا العام وقبل أن آخذ خطواتي الأولى داخل المعرض ذهلت من الجو العام الساحر، فلقد كان تصميم المعرض دافئًا يحاوطك من جميع الجهات، وينتصفه فعاليات ثقافية وفنية أخاذة تعكس هوية الدول المشاركة، كما سعدت بوجود منصة متكاملة لمسرح الرياض الذي قدم عروضًا عالمية ومحلية خلال فترة قيام المعرض، فيما أتيحت لي الفرصة لاختبار شعور الفخر بأخت وصديقة الغربة، الأستاذة خلود خالد سعدي التي دشنت كتابها الفريد من نوعه على الصعيدين المحلي والعالمي، إذ يعنى بتوعية الأطفال وذويهم بمخاطر وأوجه الإيذاء المتعددة -حماكم الله- وسبل الوقاية من خلال جمع أكثر من لغة لذوي الإعاقة السمعية والبصرية، تحت عنوان «لأننا فطنون سنحمي أنفسنا ونكون قدوة حسنة»، فبارك الله في هذا العلم ونفع به، كما وجدت في ذات الدار الروائي محمود الحسين الذي حكى لي عن أبعاد نتاجه الاجتماعية بعنوان «وطر» التي جسدها في شخصية ليلقي بذلك الضوء على الصراعات الداخلية والخارجية، وفي مكان غير بعيد، رأيت ملامحَ أعرفها جيدًا من العام الماضي، د. محمد المنصف الشابي حينها قررت أن أباغته بالسلام ولكن بطريقة مختلفة، فقمت بإظهار صورة كتابه الفرنسي الذي وقّعه لي العام الماضي، فعرفني ورحب بي وحكا لي عن الأخبار المفرحة التي حصلت له ولعائلته خلال العام، وسألني عن رأيي في سيرة حياته التي قرأتها، بالتأكيد كانت مسيرة حافلة ومحفوفة بالمصاعب التي جعلته بهذه العزيمة التي نراها اليوم، في سياق متصل، أعجبت باستغلال الجهات المعنية بهذا الحدث الثقافي الكبير لنشر الوعي لدى أكبر شريحة ممكنة، من خلال الإعلان عن جولة لحي طريف للزوار، وبما أننا تطرقنا لوسائل النقل، وجدت أن الوصول والخروج من وإلى المعرض أسهل من الأعوام السابقة، ففكرة الباصات الترددية سهّلت الأمر كثيرًا علي، علاوة على زيادة عدد أجهزة التفتيش لتسريع دخول الزوار، ووجود مناطق لبيع الوجبات السريعة من مطاعم معروفة، كل هذه النقاط تم تطويرها في عامنا هذا، فما شهدت أسعدني، ونتطلع إلى المزيد من التميز في النسخ الثقافية القادمة مستقبلاً.
«أمة اقرأ تقرأ».