ندى محمد صبر
كل إنسان يستحق الأفضل، في كل أمور حياته الاجتماعية والشخصية والأسرية، وهذا شعور جيد لتحقيق الأمنيات والوصول للإنجازات، ولكن أن يبالغ الشخص في استحقاقه، إلى حد الهوس والتعالي والكبرياء، ويطالب بأمور غير واقعية، كاستحقاقه لأفضل مكانة وأعلى مستوى، وأفضل تعامل استثنائي، بدون تقديم إنجازات ونجاحات، بل يفتقد للإمكانيات والمهارات والخبرات، عندها سيكون هذا الاستحقاق استحقاقاً غير واقعي.
الاستحقاق علاقة تكاملية، بين تقدير الذات وبين الإمكانيات، والمكانة التي يرغب أن يكون فيها، هو عبارة عن مزيج من أهداف، ترتبط بإمكانيات الشخص وطموحه، للحصول على ما يريد، ونستخلص من ذلك، بأن درجة الاستحقاق تختلف من شخص لآخر، بحسب هذا المزيج من الموروثات الثقافية والبيئية.
ويعتمد هذا الاختلاف، على كمية المعتقدات، التي ارتبطت معه منذ الطفولة، ويبدأ من اهتمام ورعاية الوالدين، والمجتمع يساعد في تنمية هذا الإحساس.
قال تعالى : «واتاكم من كل ما سألتموه »، من خلال الآية، نستنتج أن الله سبحانه وتعالى، قد يسر لنا أن ندعو بما تكنه صدورنا من أمنيات، ووهبنا الكثير من القدرات، التى تمكننا من تحقيق هذه الأهداف، فما أكرمك يا الله.
الاستحقاق الذاتي، لايعني كما قال إبليس (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ)
أن تقول إنك تستحق الأفضل، فذلك يعني أن لديك ما تتميز به فعلاً وليس قولاً، أن تصبح أفضل من ذي قبل، سواء مادياً اجتماعياً مهنياً أو أي جانب كان، مقارنة بنفسك وليس مع الآخرين، بعيداً عن التعالي والخواء والأنانية.
وللأسف البعض يعتقد أنه يستحق أفضل الفرص، لأنه يحمل جنسية معينة، أو ينحدر من منطقة أو طبقة معينة، ويحق له أكثر من غيره، بينما هي سمات النرجسية, فدائما الأواني الفارغة تصدر أصواتاً عالية.
طور من أفكارك بالعلم والاطلاع وغير السلوكيات التي لا ترضى عنها، لأنها تابعة لأفكارك، ولا تسعى للكمال، ودرب نفسك على المرونة والإنجاز، لتكن واقعيا، وتصل للتطوير وتحقق الأهداف.