محمد الخيبري
يدرك المتابع للوسط الرياضي حجم الحيرة التي وقعت بها الجماهير الهلالية والتي تعالت أصواتها قبل فترة قصيرة ممتعضة ومنتقدة أداء فريقها «المدجج» بالنجوم وصاحب الترسانة الفنية الأقوى في القارة الآسيوية.. الهلال أنهى جولات دوري روشن للمحترفين معتلياً قمة ترتيبه العام وأنهى منافسته بالمعترك الآسيوي متصدراً لمجموعته بعد أداء فني عالٍ رغم الأجواء غير الصحية بالأراضي «الإيرانية» وسوء أرضية ملعب استاد «أزادي».. تمكن حيرة المتابع الهلالي في السوء الفني لبعض نجوم الفريق الأزرق على الرغم من نجاعة النتائج في جميع المباريات الرسمية التي تخللها إخفاق في تعادلين فقط دون خسارة وفوز غير مقنع على فريق «الجبلين» بهدف يتيم في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفبن.. اتجهت أنظار النقد الجماهير وبعض الأقلام الإعلامية صوب المدير الفني للهلال السيد «خورخي خيسوس» المعروف في حدته وشدته وعصبيته في إعطاء التعليمات أثناء المباراة مما قد يؤثر في نفسية اللاعب ويؤثر سلباً في سير المباراة.. الجماهير والاعلام في هذا التعاطي وهذه النظرة من المنظور «العاطفي» قد لا تلام في ظل غياب المنطقية وعدم أخذ نتائج الفريق الإيجابية بعين الاعتبار.. أي مباراة في هذا العالم تحكمها ظروف ومعطيات داخل أرض الملعب مهما كان حجم الفريق ومكانته ومسألة الفوز والاخفاق والتعادل هي مسألة نسبية تحت ظروف «فيسولوجية» في أرض الملعب.. وعلى الرغم من أن ثقافة المدرج الهلالي مرهقة للفريق المطالب طوال الزمن في تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات والبطولات تلو البطولات إلا أنها أنتجت فريقا يلتهم البطولات التهاماً ومرشح دائم للمنافسة على استحقاق يخوضه مهما كانت الظروف المحيطة وتحقيق إنجاز الوصول لنهائي كأس العالم للأندية خير دليل.. المدرب «خيسوس» الذي نجح مع أكثر من فريق غير الهلال وما زال مطلبا ومطمعا لفرق أخرى لديه أخطاؤه الفنية التي ترجم تصحيحها على أرض الواقع بارتفاع المعدل الفني للفريق وتسجيل النتائج المميزة خلال مسيرته مع الفريق .. وإن أخذت الجماهير العريضة ظروف ومعطيات المباريات ونسبية النتائج للمباريات بعين الاعتبار ستتخلص من تلك الحيرة وسترتفع نسبة القناعة الفنية بالإدارة الفنية واللاعبين وستتوجه بالدعم الإيجابي لفريقها.. أيضاً عمل الإدارة الهلالية رغم «صمتها المقنن» الذي استغله «البعض» في محاولة أدلجة أفكار الجماهير الزرقاء ضدها أنتج عن عمل اترافي مميز يسجل تاريخاً ضمن إنجازاتها.. وأعتقد أن الهلال يعيش أجمل فتراته منذ تأسيسه في «البحبوحة» المالية بعد الدعم الحكومي الكبير وغير المسبوق واعتقد أن الهلال من أكبر المستفيدين من هذا الدعم نظراً لوجود سياسة الحوكمة المالية الصحيحة وضخامة عقود الرعاية وحجم الاستثمارات المستقبلية.. أيضاً الاستحقاقات المهمة التي تنتظر الزعيم العالمي كالمشاركة في «كأس العالم 2025» في النسخة الجديدة وخوض غمار معترك عالمي كبير ومختلف عن المشاركة الماضية.. وتدوين اسم الهلال ضمن الأندية العالمية بعد تحقيقه لوصيف بطل العالم «ريال مدريد» وتحقيق مكتسبات فنية كبيرة من ذلك النهائي التي جعلته يتربع على عرش القارة الصفراء.. جميع تلك المعطيات تجعل من الصخب الجماهيري يحيط بالفريق الأزرق أسوة بالفرق العالمية العريقة على حدٍ سواء.. قشعريرة.. الإعلان عن امتلاك الهلال ملعب Kingdom Arena التي يتم إنشاؤه حالياً والذي يمتاز بالأرضية المتحركة والتكييف كأول ملعب بالسعودية «مكيف» وبمواصفات عالمية تجعل من المشجع الهلالي والمتابع لكرة القدم السعودية يشعر بالفخر لوجود هذا الهلال ضمن أندية الوطن..