سلطان مصلح مسلط الحارثي
في كل مرة يحدث فيها إخفاق لفريق الهلال، أو تراجع في مستوياته، أو سوء في اختيار مدرب، أو اختيار لاعب، تتوجه سهام النقد في المقام الأول للأستاذ فهد المفرج، الذي يشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لفريق الهلال، والذي حمل قبلها عضوية مجلس الإدارة، ومدير الكرة في الفريق الأول، ولا أعلم ما هي الأسباب التي دعت بعضاً من جماهير الهلال لتحميل «شخص واحد» مسؤولية الإخفاقات، وعدم إنصافه في حال تفوق الفريق؟
سؤال يتبادر إلى ذهني في كل مرة يُنتقد فيها المفرج، هل المسألة شخصية؟ لا أعتقد، فالمنتقدون لا تربطهم أي علاقة بالمعني، إذن، هل المسألة «جهل» في أدوار ومهام فهد المفرج؟ ربما تكون هذه الإجابة أقرب للصواب، ولكن لماذا لا يُنصف المفرج حينما يتفوق فريق الهلال ويحقق المنجزات؟ هل هذا الأمر مرده الحقد؟ لا أعتقد، فالمنتقدون يعشقون الهلال، ولا يمكن أن يحقدوا على أحد مسؤوليه، إذن لماذا لا ينصف؟ أعتقد أن الإجابة تكمن في اعتقاد المنتقدين أنه ليس من حقهم نقد المفرج وقت الإخفاق، في حال أشادوا به وقت الإنجاز, وهذا خطأ كبير، فالإشادة وقت التميز، والنقد وقت الخطأ، أمر طبيعي، وليس فيه أي تناقض، ولكن هل المفرج يعتبر الكل في الكل في نادي الهلال حتى يُحمل كل شيء؟
العقلاء يدركون أن الإنجاز في أي منظومة محترمة يتحمله الجميع، كما أن الإخفاق يقع تحت مسؤولية الجميع، ونادٍ مثل الهلال، لا يمكن أن يتحمل شخص واحد مسؤولية كل شيء، فنحن عرفنا الهلال منظومة متكاملة، تعمل بشكل مؤسسي، ولا يستطيع أي شخص أن يقوم بكل الأدوار.
فهد المفرج، الذي لعب لفريق الهلال عدة سنوات، حتى اعتزل في عام 2011، اختار العمل الإداري، وقد أتقن وأخفق، ولكن إيجابياته لا يمكن مقارنتها بسلبياته، فالمفرج اليوم أكمل أكثر من 13 سنة وهو يعمل داخل نادي الهلال، وقد مر على أكثر من منصب في الفريق الأول، وعمل مع 6 إدارات، كما عمل مع العديد من المدربين، فكيف لشخص استمر كل هذه السنوات، ومع شخصيات مختلفة، أن يُنعت بالفشل؟ وإذا كان المفرج فاشلاً إدارياً وهو من حقق مع فريق الهلال كإداري أكثر من 16 بطولة، فماذا سنقول عن بقية الإداريين في بقية الأندية؟
أنا هنا لست بصدد تقييم فهد المفرج، فالتقييم الصحيح العادل، خرج من رؤساء الهلال، الذين أشادوا بالمفرج، وأشادوا بعمله، وهم الأقرب لتقييمه، ولو رأى أحدهم، أي خطأ من المفرج يستحق عليه الإبعاد لأبعده، ولكن حينما يتفق الجميع على استمراره، والإشادة به، فهذه أفضل شهادة يحصل عليها المفرج، والذي بالتأكيد سينصفه التاريخ، حتى وإن أجحف بحقه بعض المحبين.
تحت السطر:
- تعاضد وتكاتف الوسط الرياضي بكافة ميوله وانتماءاته بعد انسحاب فريق الاتحاد في مباراته من أمام سابهان الإيراني، فيه درس مجاني لمن يحاول اختراق هذا الوسط لزرع الفتنة بين أبنائه، وفي المقابل، كشف للعالم، عن حب وإخلاص شعب المملكة لهذا الوطن، حيث نسي الجميع ميولهم، وذهبوا للدفاع عن نادي الاتحاد الذي كان يمثل الوطن.