محمد العبدالوهاب
حراك رياضي تشهده كرتنا السعودية منذ بداية العام الميلادي الحالي حتى اليوم، لم تتوقف ساعيةً للهمة بهدف طرق أبواب القمة منها محلية وعربية وأخرى آسيوية لا نزال نعايش منافساتها وبمتابعة أقطابها فرقنا (ممثلة الوطن) فيها، وسط تطلعات وترقب بأحداث أكثر أهمية قادمة باستضافة عالمية ممثلةً ببطولة كأس الأندية الموندياليه، يشارك فيها عميد الأندية السعودية (الاتحاد) وأخرى مباريات عالمية يشارك فيها عملاقا الوسطى الهلال والنصر، وكرنفال كروي مثير بمناسبة اليوبيل الماسي الشبابي الـ75 أمام فريق روما الإيطالي، كما أعلن عنهما (عراب) موسم الرياض معالي المستشار تركي آل الشيخ.
..ففي الوقت الذي كنا نتطلع فيه ومنذ سنوات خلت، بأن تحظى رياضتنا بوهج عالمي من حيث حضورها الفني والتنافسي والرقي والتشويق والمتابعة من الشعوب الثقافية والفكرية والاحترافية كروياً على الصعيد العالمي، ها هو اليوم الذي نشاهد فيه الكرة السعودية كالجبل الأشم في مشهد يدعونا إلى الفخر والاعتزاز بتسابق القنوات الفضائية الرياضية العالمية على شراء حقوق نقل دوريها، بعد أن رصدت أنظار ولهفة ومتابعة الشعوب العالمية عليه، ولقناعتها بأن لا صوت يعلو على الكرة السعودية بعد أن أحدثت ثورة انتقالية في تشكيل الرياضة العالمية من خلالها ظفرها واحتكارها سوق الانتقالات الصيفية وكسبها لاعبين.
تعد صفوة النجوم الدولية، الأمر الذي زاد فيها رغبات وتطلعات وأمنيات فرق عالمية باللعب وبتواجدها في الأحداث الرياضية التي تقام على الأراضي السعودية.. أقول: لا شك بأن عنوان المقال هو الآخر قد أسهم في دعوة استقطاب العالم إلى عاصمة العرب (الرياض) سواء للاستثمار اوالسياحة أو الرياضة، خصوصا بعد تلك التظاهرة الاحتفائية التي أقدمت عليها أنديتنا (مشكورة) بنجومها المحلية والعالمية بمناسبة اليوم الوطني ككرنفال تاريخي شد أنظار العالم قبل شعبنا الأبي، كسابقة لم أجد لها مثيلا في الأعوام الماضية بشكل واضح وملموس ومشاهد للعيان.
* * * *
امتداداً للحديث نفسه ومن حيث ما انتهت أنديتنا منه كواجهة مشرفة لوطنا المعطاء بهذه الاحتفائية التاريخية، لم تتوان بعض القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالفن السعودي الأصيل (هيئة الموسيفى) بالإسراع للمسايرة الداعمة لهذه الاحتفائية لتوثيق الأهازيج الوطنية والرياضية والمتعلقة بالأندية. أحسب أنها مبادرة فريدة من نوعها، وهي القدوم على هذا الحدث بأسلوب علمي ومنهجي، وذلك في إطار سعيها للمحافظة عليه كتراث موسيقي وفني في المملكة وربطها بأرشيف متكامل وإنتاجها كأفلام وثائيقية، وذلك بالتعاون والمساندة مع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وبدعم مباشر ورعاية كريمة من سمو وزير الثقافة.
* * * *
ما قبل التوقف الدولي
ثماني جولات انقضت من عمر مسابقة دوري روشن حتى الآن، حفلت فيه بالإثارة والندية والمتعة النجومية والعطاء الفني والتنافسي الكروي المثير، خصوصاً بين الفرق السبعة متقدمة الترتيب، في سابقة تاريخية لم نعدها بين الأندية بالدوري، لدرجة أصبحت كل جولة أشبة بالحسم عطفاً على تغيير بالمراكز وكأنها بالأشواط الأخيرة من الدوري، سواء بديناميكية النتائج أو بكثرة تسجيل الأهداف والتي لم تخضع لمسمى فريق عن آخر، بعد أن أصبحت الكثير من الفرق بخط موازٍ من المستوى والعطاء والنجومية،الأمر الذي لم يكن فيه ما يطلق على نتائجها (بالمفاجآة) فعلى الرغم من كرسي (الصدارة) يشهد تبادل الأدوار بين الهلال والاتحاد منذ انطلاقة المسابقة إلا أن هناك مطاردة شرسة نحو ازاحتهما من بعيد، ويبدو أن الجولة المقبلة وما تحمله من مواجهات ثقيلة العيار الفني سواء ديربي الغربية الأهلي والاتحاد وكلاسيكو الشرقية الاتفاق والفتح، سيسهم في بعثرة مراكز الدوري مؤقتاً، إلى ما بعد التوقف (أيام فيفا) التي ستستفيد من إيقافه فرق أخرى ستتاح لها الفرصة مجدداً، بإعادة أمورها الفنية الضعيفة ووضعها النقطي المتردي باستعادة توازنها والالحاق بالركب من جديد.
* * * *
آخر المطاف
يقول صديقي:
الكثير يصفون أنفسهم بـ(المعتدلين) وحينما تقرأ ما يكتبون تجد بأن (التعصب) في نظرهم هو الحياد..
فأجبته:
دعهم في اعتدالهم يدرعمون، فالجهل نايم فلا تسهم في إيقاظه.