رمضان جريدي العنزي
لا تغضب فالغضب من أبشع الصفات والأفعال والنتائج ومفتاح كل شر والغضب يجعلك تهيج وتحتقن وترتكب الحماقات والإساءات والاعتداءات والجرائم:
- تغضب على زوجتك لأتفه الأسباب فتسارع إلى طلاقها فتجني على نفسك وتشتت أسرتك.
- تغضب على صديقك لأدنى شيء فتقاطعه وتهجره وتحرم نفسك من عزيز كان.
- تغضب على جارك فتتحول الجيرة إلى عداوة وخصام وبغضاء وتوتر ونفور.
- تغضب على سائقي السيارات في الطرقات لتهورهم وسوء سياقتهم فيؤول الأمر إلى رد فعل خطير لا يحمد مآله وعقباه.
- تغضب على العامل لديك فتهضم حقه ثم تندم ندماً شديداً.
- تغضب على صاحب المخبز وصاحب البقالة لتأخرهم بتزويدك بالشيء الذي تريده فيتحول الغضب إلى خصام ومنازعة ووخيم العواقب.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أوصني قال: (لا تغضب) فردد مراراً قال: (لا تغضب)، أن الغضب شر مستطير، وغليان دم، وانتقام سيئ، وردة فعل مقيتة، يضر بالصحة النفسية والجسدية، لذا لا تغضب لأنك أن غضبت كأنك تحارب النار بالنار، لن تنجح ولن تفلح ولن تكسب موقفاً، أو تفوز بشيء، من الأفضل أن تتغلب على المشاعر المزعجة عبر استخدام مضاداتها، من السهل الصراخ والصياح، لكن من الصعب البقاء في حيز الهدوء والسيطرة، عندما تكون على وشك الانفجار، أخرج سيف الصبر واقطع رأس الغضب بدلاَ من رأسك، أن الغضب لا يجدي نفعاَ، ولا يأتي بنتيجة، ولا يحقق راحة بال.
أن الغضب مرفوض بكل المعايير الدينية والإنسانية والأخلاقية والاجتماعية لأنه يؤدي لعواقب وخيمة ومآلات سيئة، لذا حرَّر نفسك من الغضب، وانتصر على نفسك حين الغضب، واطفئ لهبه، وهبط جموحه، لكي لا تتوه في الدهليز المظلم، والحفرة الضيقة، والمستنقع الآسن، وحتى لا تأكلك الحسرة وتعظ أصابع الندم.