سمر المقرن
كم مرة شعرت بأن داخلك فوضى عارمة؟
كم مرة شعرت بتضارب المشاعر واختلاطها في المواقف التي تحتاج منك تحيد شعور للانطلاق منه؟
كم مرة وقفت تناظر المشهد وكأنك تعرفه ولكنك منفصل عن الواقع؟
كل هذا يقودنا لإجابة واحدة، وهي أننا فقدنا اتصالنا بذواتنا وبسلامنا الداخلي.
السلام الداخلي بتعريف بسيط هو التصالح والتعايش بهدوء مع أرواحنا، ومشاعرنا، وأحاسيسنا، أن نكون نحن، غير منفصلين عن دواخلنا بمشتتات مغروسة من المجتمع.
السلام الداخلي أو بالعامية «راحة البال» نكون فيه على توافق عقلي وروحي، وأن تسعى جاهداً للمحافظة عليه وسط الضغوطات والصعوبات التي تواجهها في الحياة.
وقد شبهت إحدى الدراسات العلمية السلام الداخلي بأنه يشبه الهدوء بجانب بحيرة صافية، رغم وجود مشاكل وهموم في حياتك، ولكن هذا لا يغير نظرتك للأمور لتأخذها بروية وتنظر لها بشفافية مهما كانت الفوضى المحيطة بك.
وأنا هنا لا أقول بأن الوصول للسلام الداخلي يأتي بسهولة أو بضربة حظ، ولكنه يأتي كلما زاد تصالحنا مع أنفسنا ومع الآخرين، وتقبلنا للآخر، سواء بالعمل أو الشارع، والمنزل، شعورنا بالسعادة في كل عمل نقوم به.
الحرص على إظهار جمالنا الداخلي قبل الخارجي، فالسلام هو تدريب عقلك على التعامل مع الحياة كما هي وليس كما تظن أنها يجب أن تكون.
فلن تحصل على السلام الداخلي حتى تستمع إلى قلبك، فلا يمكن لأحد أن يمنحك إياه، ولا توفيره لك، فبسِّط حياتك تسعد، فعندما ترى أبعد من نفسك ستجد راحة البال تنتظرك هناك.
ختاما، أقولها من قلبي، عيشوا الحياة بكل تفاصيلها بالحب والطمأنينة، والرضا والتسليم، لا تحاولوا تغيير الآخرين، كونوا على طبيعتكم، لا تزيفوا أنفسكم كونوا أنتم، من أراد البقاء فليبق، ومن أراد الرحيل فليرحل.
أكثروا من الشكر والامتنان على كل النعم التي ننعم فيها، واخفضوا سقف التوقعات فهي بداية الوصول للسلام الداخلي، وأيضا التخلص من الأحقاد والاستياء، وتقبل مشاعرنا على طبيعتها واحتضانها مهما كانت غير مريحة، عش طقوس حزنك وألمك، ولكن لا تنغمس فيها!
وابتعد عن الأشخاص الذين يستنزفون طاقتك، فإذا لم تستطع قطع علاقتك معهم، فيجب عليك الابتعاد عنهم قدر الإمكان، والمحافظة على مسافة الراحة بينكم.
والحديث في هذا الموضوع يطول، ففي اللحظة التي تختار فيها عدم السماح للآخر أو حدث بالتحكم بعواطفك، ستصل لمبتغاك، فلا شيء يضاهي النعيم بالهدوء والسكينة، في عالم يضج بالفوضى!