د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
ركزت رؤية المملكة 2030 على التعدين باعتباره الركيزة الثالثة للصناعة السعودية، والتي بنيت على أربع ركائز: تتمثل في إطلاق المسح الجيولوجي الإقليمي لتوفير البيانات الجوفيزيائية والجيوكيمائية وتوفير بيئة استثمارية مواتية، والعمل على مراجعة الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، للوصول إلى سلاسل القيمة المتكاملة.
أهداف رؤية المملكة تنويع اقتصادها وتحقيق التنمية المستدامة في جميع مناطق السعودية من أجل خلق فرص عمل في كل مناطق السعودية توفر فرص الاستثمار الوطنية والأجنبية الذي هو هدف محوري في الرؤية في تحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة بحسب الميزات النسبية التي تمتلكها كل منطقة.
تطوير قطاع التعدين بهدف توسعة القاعدة الصناعية في السعودية جعل الدولة تتجه نحو الاهتمام بهذا القطاع تمكنت نهاية 2022 من إنشاء 377 مجمع تعديني في 35 موقعًا موزعة في 13 منطقة تتوزع المجمعات التعدينية من حيث نوع المعادن على أكثر من 20 معدنًا مختلفًا، فيما هناك أكثر من 5300 موقع تنتشر فيها الثروات المعدنية تقدر قيمتها أكثر من 5 تريليونات ريال قابلة للاستثمار.
تنتج السعودية العديد من المعادن والمنتجات المعدنية التي لها دور مهم في تطوير سلاسل القيمة للمعادن الفلزية كالحديد والألمنيوم والنحاس والزنك والذهب وكذلك منتجات المعادن اللافلزية مثل الأسمدة الفوسفاتية والأسمنت والزجاج والسيراميك.
يبلغ إنتاج السعودية حتى نهاية 2022 نحو 4.9 ملايين طن سنويًا من البوكسايت ونحو 68 ألف طن سنويًا من مركزات النحاس والزنك، ونحو 24.6 مليون طن من الأسمدة الفوسفاتية سنويًا، وهي من أكبر 5 منتجين للأسمدة الفوسفاتية.
تركز السعودية على الاستخدام الأمثل لهذه المعادن من خلال تطوير سلاسل القيمة الصناعية التي سيكون لها تأثير اقتصادي خلال مراحل الصناعات الوسيطة والتحويلية لهذه المعادن، وتهدف إلى زيادة إنتاج الذهب والنحاس والمعادن الأساسية عشرة أضعاف مقارنة بالوضع الحالي، بالإضافة إلى التوسع في صناعة الأسمدة الفوسفاتية لجعل السعودية من بين أكبر ثلاث دول منتجة حول العالم.
أي تكون السعودية لها سيطرة على الإنتاج الزراعي في أنحاء العالم، ولاحظنا أن الهند عندما أوقفت صادرات الأرز زمن جائحة كرونا استثنت السعودية بسبب أنها كانت تعتمد على الأسمدة القادمة من السعودية، وتود السعودية أن تكون من بين الدول العشر الأولى عالميًا في إنتاج الألمنيوم، بهدف تعزيز القدرة الإنتاجية للصناعات التحويلية السعودية أولاً والمتعلقة بتلك المعادن كميزة نسبية وتنافسية، كصناعة السيارات والأسلحة والسفن والقوارب وغيرها من صناعات تعتمد على في مدخلاتها بشكل رئيسي على المعادن المنتجة في السعودية.
ولن تتوقف السعودية عند إنتاج المعادن الرئيسية فقط بل ستركز على إنتاج المعادن النادرة مثل التيتانيوم التي أصبحت رابع أكبر دولة منتجة في العالم بعد الصين واليابان وروسيا بنحو 15.5 ألف طن أي نحو 10 في المائة من الإنتاج العالمي باعتباره معدن خفيف وأقوى من الحديد 3 مرات يدخل في صناعة الطائرات والغواصات النووية والصواريخ والقمار الصناعية كما له استخدامات طبية مثل الأطراف الصناعية، وأيضًا إنتاج معدن النيوبيوم التي تعد من العناصر المهمة في الصناعات المتقدمة مثل صناعة الأجهزة الإلكترونية الحديثة والهواتف الذكية والأقمار الصناعية.
تركز الإستراتيجية الصناعية على 12 قطاعاً من بينها صناعات الطيران والسيارات والطاقة المتجددة بالإضافة إلى الكيماويات والأدوية والصناعات التعدينية والعسكرية، وقد وقعت شركة دسر والشركة السعودية للصناعات العسكرية وشركة فيجيك أيرو الفرنسية في مجال صناعة مكونات هياكل الطائرات المشروع المشترك الأول الذي يقضي ببناء منشأة في السعودية لتصنيع هياكل الطائرات.
تستهدف السعودية رفع نسبة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي بعدما كان مغيبًا تمامًا لـ64 مليار دولار، ونحو 300 مليار دولار لمساهمة القطاع الصناعي من أجل أن يوفر 1.6 مليون وظيفة، وتوظيف قطاع التعدين نحو 450 ألف وظيفة جديدة، أي مضاعفة المحتوى أكثر من 3 مرات، والاستفادة من موقعها الإستراتيجي لتوليد 430 ألف وظيفة، وإضافة نحو 50 مليار دولار إلى الاقتصاد من أجل رفع ترتيب السعودية في مؤشر الأداء اللوجستي من المرتبة الـ55 إلى المرتبة ال25.
هي بذلك تهدف إلى تحويل السعودية إلى مركز لوجستي عالمي، مع الحفاظ على مركزها القيادي في مجال الطاقة والتركيز على جانبي العرض والطلب.
كما تستهدف السعودية الاستثمار في البحث والتطوير وتبني مجموعة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق ريادة عالمية في صناعة مجموعة من السلع الصناعية.