م. بدر بن ناصر الحمدان
مصطلح «حديث المصعد» يعبّر بشكل عام على قدرة أداء الشخص على التعبير عن نفسه ورأيه أو شرح فكرة أو إيصال رسالة أو تبرير موقف معين مجازياً خلال فترة زمنية ما بين 30 إلى 45 ثانية تقريباً وهي متوسط المدة التي قد يستغرقها تواجد أشخاص ما في مصعد للانتقال من طابق لآخر. بالرغم أن نشأة هذا المصطلح تُعزى إلى سيناريو التعريف بالنفس من أجل الحصول على وظيفة إذا ما أتيحت الفرصة إلى اللقاء بصاحب القرار في المصعد كما تقول الروايات، إلا أنني أعتقد أن توظيفه في الأبعاد الأخرى أمر في غاية الأهمية كمثل الاجتماعات والأحاديث الجانبية والمكالمات الهاتفية ومقابلة الآخرين، إذ أن اختصار الحديث والحوار ومحاول التركيز على ما يراد قوله مباشرة أصبح شيئاً حتمياً على مستوى الكاريزما الشخصية أو حتى قد يصل الأمر إلى معايير أخلاقيات العمل.
لا أحد اليوم يمتلك الوقت والطاقة الكافية للاستماع إليك، لذا عليك أن تعمل جاهداً على تطوير مهارات «الاختصار» و «الاختزال» في حديثك مع الآخرين، ولا تتجاوز مساحات وقتهم الخاص، كي لا تدخل قائمة أولئك الأشخاص «غير المرغوب فيهم» ويتحاشى الآخرون مصادفة الجلوس بجانبهم أو قبول تواجدهم في اجتماعات العمل أو على مائدة الطعام.
ينطوي ذلك على الرسائل الهاتفية والبريد الإليكتروني وتقارير العمل، ليكن لديك القدرة على تقديم محتوى «مركز « و «مختصر» يُمكّن الموجّه له من استيعاب ما تبعث به بأقل جهد ووقت خاصة في هذا العالم المزدحم بالإعمال والارتباط الذهني، في قانون الحياة «خير الكلام ما قلّ ودلّ».