صيغة الشمري
يقام هذه الأيام معرض الكتاب في جامعة الملك سعود بالرياض، ليلبي طموح الشغوفين بالقراءة والمولعين بصداقة الكتب، وأصدقاء الحرف والجملة المغذية للعقل، والأفكار النادرة في مختلف أنواع الكتابة، فالكل يبحث عن ما يجود به المعرض الذي يأتي تحت شعار «وجهة ملهمة»، والهادف إلى تشجيع وتمكين الابتكار في مجال النشر واستخدام التقنيات الجديدة، والوصول لكل الشرائح المستهدفة، والمساهمة في نشر الثقافة واقتناء الشباب للكتب في كل المجالات التي تعزز من هويتهم وانتمائهم، خصوصاً أن المعرض توجد فيه أحدث الإصدارات والعناوين في مختلف صنوف الآداب والفنون والمعارف، بمشاركة أكثر من 1800 دار نشر على امتداد 800 جناح.
لا شك بأن القراءة غذاء الروح، ومتعة الحياة، بدونها لايستقيم عقل ولا يتطور، ويكون مصاباً بنقص فيتامين «القراءة»، فيصاب بقصر الفهم، وقصر النظر، وشلل الفكر، فالقراءة عنصر مهم للغاية في صحة الروح والعقل وتكوين الأفكار واكتشاف المفردات الجديدة والتعرف على معانيها، وبالتالي تضيف للحصيلة اللغوية التي يمتلكها الفرد، ويصبح فرداً متحدثاً بطلاقة وتمكن.
تحفيز العقل والعصف الذهني يتطلب من صاحبه القراءة والمثابرة لبناء المعرفة، وتعزيز الذاكرة، ويمتد الأثر ليشمل تحفيف التوتر ومنح الراحة والاسترخاء، وتحقيق الهدوء النفسي وتحسين الصحة العقلية، ورفع القدرة التخيلية. وقد أظهرت العديد من الأبحاث أن هناك علاقة قوية بين قراءة الكتب والصحة، فالأشخاص الذين يمارسون القراءة أكثر عرضة بنسبة 25% لأن يكونوا أصحاء، لأنهم يحصلون على المعلومات المتعلقة بالصحة والمرض بسهولة للشروع في العلاج.
غالبية الفلاسفة والعلماء والشعراء، أوصوا بجعل الكتاب صديقاً عزيزاً لا يفارق الشخص لأهميته في الحياة، إذ يقول أبو الطيب المتنبي: «عز مكان في الدنى سرج سابح».. وخير جليس في الأنام كتاب، بينما يقول الجاحظ: إني لا أعلم شجرة أطول عمراً ولا أطيب ثمراً ولا أقرب مجتنى من كتاب». أما الأديب عباس محمود العقاد، فيقول: «يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك، ولكني أقول: بل انتفع بما تقرأ».