محمد البكر
أعرف بأن شخصية معالي المستشار، أكبر من اختزالها في الملعب الجديد للهلال. لكن لأن الجميع تفاجأ بهذا الاستاد، من حيث المكان والزمان وحسن الاختيار، فقد ربطت بينه وبين هذا الخبر. ولقد احترت بين الحديث عن هذه الشخصية المبدعة، وبين الإنجازات التي حققها في كل المراحل التي أوكلت إليه. ففي الحالتين، يبرز نجم معاليه.
قابلته للمرة الأولى حين دعاني مع عدد من الرياضيين والإعلاميين قبل مونديال موسكو، للالتقاء بنا ودعوتنا لحضور مونديال موسكو. استمعت حينها لكلمته الارتجالية كعادته، والتي شرح فيها الخطوط العريضة لخطة تطوير كرة القدم السعودية بشكل خاص والرياضة السعودية بشكل عام وفق رؤية المملكة المباركة 2030.
مضى على تلك المناسبة أكثر من 5 سنوات، واليوم أسترجع كل ما قاله وأشار إليه، حين أرى ذلك وقد تم تنفيذه على أرض الواقع كما خطط له منذ ذلك الوقت. فمن استضافة البطولات الكبرى في كل الألعاب، مروراً بالنقلة العظيمة للدوري السعودي، والتعاقد مع كبار نجوم العالم وتهافت القنوات التلفزيونية العالمية على نقل مبارياته، وليس انتهاءً بالدعم اللامحدود الذي أمر به سمو سيدي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله. حتى أصبحت المملكة وبتوجيه من سموه الكريم، قبلة لكبرى المناسبات بما فيها حضور الفنانين والرياضيين والممثلين والمطربين والمثقفين.
أعود لمعاليه لأقول إنه ورغم تعرضه لوعكات صحية كثيرة شفاه الله منها، إلا أنه يتحرك في كل اتجاه، ولعل نجاحاته الكبيرة في تنفيذ رؤية المملكة، لجعل الرياض عاصمة للمهرجانات والفعاليات تحت العنوان العريض «موسم الرياض» بنسخه المتعددة، حتى باتت عاصمة بلادنا هدفاً للسائحين من مختلف دول العالم، إلا دليلاً على قيمة ما أنجزه. الإبهار في كل مجال يتولاه معاليه، فما بين طرح الفكرة واعتمادها، وبين تنفيذها على الأرض «غمضة عين». ومع أن هذا الوصف «مجازاً»، إلا أنه تعبيراً عن سرعة التنفيذ. فهناك مشاريع وأفكار كنا نعتقد بأنها تحتاج لسنوات لتنفيذها، نتفاجأ بأنها نفذت خلال شهرين أو ثلاثة.
لا أريد كثرة الإطراء على معاليه وإن كان يستحق ذلك، إلا أني أقول إنه شخصية استثنائية، تجمع بين البساطة والقوة، بين الإرادة الحديدية وتعدد الأفكار، بين الرياضة بكل مفاعيلها، وبين الفن وكل نجومه من مختلف دول العالم. بين تنظيم الفعاليات الكبرى وبين اكتشاف المواهب السعودية ودعمها في كل المجالات. لهذا نفخر به، وبما قدمه للوطن تحت توجيه من سمو سيدي ولي العهد، عرّاب الرؤية وملهم شباب المملكة. ولكم تحياتي.