لا يخفى على الكثيرين ما يحصل للهلال من تراجع وانحدار وأجواء يشوبها الكثير من السلبية، لست بصدد ذكرها جميعها اليوم، فلا الوقت مناسباً ولا المساحة تسع ذكر جميع تلك المشاكل في مقالة واحدة، لكني سأنتقي إحداها واستعرضها أمامكم، وهي التهمة التي ألقيت على قائد الفريق سلمان الفرج جزافاً بزعزعة الفريق وتجييش اللاعبين ضد المدرب وغيرها من الأقاويل الخاوية، بهدف إبراء ساحة الإدارة والمدرب مما يحصل للفريق، ولا يعلم قائلها ومُصدّرها بأنه بذلك أساء لهم دون أن يعلم، لأنه إن كان ذلك صحيحاً لماذا ما زال سلمان حتى الآن في الفريق؟ ولماذا لم يزل هو القائد والمدرب يشركه في المباريات، لماذا يسمحوا ببقائه في الفريق وهو فعل ما تزعمون أنه فعله؟!
أين كان سلمان عندما أبقت إدارة الهلال البرازيلي ميكالي المدرب المؤقت بعد إقالة رازفان، وهو الذي أجمع عليه اللاعبون قبل غيرهم بأنه عاث في الفريق وما قدمه في الحصص التدريبية لا يقدمه أي مدرب في دوري هواة ومع ذلك لم يُقل إلا بعد أن أوشكت مالطا على الخراب بعد التأهل بأعجوبة في آسيا بمستويات هزيلة وابتعاد الشباب المتصدر للدروي آنذاك بـ5 نقاط، لماذا لم يجيّش سلمان اللاعبين على جارديم وهو الذي مرَّ بذات المدة والنهاية والمكابرة التي مر بها ميكالي على الرغم من ظهور سلمان العلني بعد نهاية الموسم وتصريحه بأنهم كلاعبين قد كُبّلوا بطريقة لعب المدرب ومع ذلك استمر أكثر من نصف الموسم ولم يستطع الفرج إبعاده!
لماذا ولماذا ولماذا والأسئلة ستطول ولكن السؤال الأهم لدي هو أين الإدارة من الدفاع عن لاعبها وقائد فريقها مما يجري له من إساءات وإتهامات طالته خلال الفترة الماضية؟! لماذا تآثر الصمت غالباً في معظم القضايا التي تمر على الهلال ليكون جمهوره هو خط الدفاع الأول والوحيد عن ناديه، والمشكلة بأنها ليست المرة الأولى التي يتعرض سلمان وزملاؤه القادة في الفريق لمثل هذه الاتهامات، فقد سبق أن تعرضوا إلى هذه الإتهامات نفسها أثناء فترة جارديم وسط صمت مطبق من الإدارة لتشاهد وبصمت الهجوم والاتهامات الذي يتعرض له لاعبو الفريق دون أي خطوة للدفاع عنهم حتى خرج الفرج بتصريح في نهاية الموسم ينفي ذلك ويدافع عن نفسه وعن زملائه من هذه التهمة، وفي المقابل فقد اختارت الإدارة هذه المرة الخروج والحديث للجمهور والإعلام من خلال المنشور الذي صدر من رئيس النادي الأستاذ فهد بن نافل عبر حسابه في منصة X الأربعاء الماضي لتهدئة الجمهور من حالة الغضب تجاه بقاء المدرب ومطالبته لهم بدعم الفريق «بقيادة جيسوس»، وفي ظني بأن هذا التصريح كان سببه الأول الدفاع عن المدرب من هذا الهجوم الكاسح من الجمهور وتخفيف الضغط عنه بالإضافة إلى المطالبة أيضاً بدعم الفريق، وهو الذي قرأ واستمع إلى ذات الهجوم الذي تعرض له قائد الفريق قبلها بأيام معدودة دون أي حراك رسمي من النادي للدفاع عن لاعبه وأحد أساطيره كما حصل مع المدرب من خلال تصريح الرئيس في حسابه، وأنا هنا لن أعطي رأياً حول بقاء المدرب من عدمه ليقيني بأنه سيأتي اليوم الذي سأتحدث به عن ذلك ولكن مهما قدّم المدرب من عمل ومنجز لن يكون أعظم وأقرب من سلمان وبقية لاعبي جيل الهلال التاريخي عند الجمهور وكل محب للهلال والدفاع عن أي منتسب للنادي هو دور وواجب على الإدارة القيام به، أما انتقاء المواضيع التي يتم الرد عليها فضرر ذلك أكبر بكثير من ضرر السكوت عنها جميعها، أما حق سلمان فقد استرده له جمهور الهلال وهو يعلم ذلك جيداً، فالدفاع عن الهلال باتت مسؤولية جمهوره والشواهد في ذلك كثيرة.
رسالتي: إلى الأستاذ فهد بن نافل أسأل الأمير نواف بن سعد عن الكرسي الأزرق وماذا كان يفعل بمن يسيء للنادي ولاعبيه، فالسكوت ليس بالضرورة أن يكون دائماً حكمة، فحقوق اللاعبين والجمهور والنادي قبل أي شيء وأهم من كل شيء وأسأله عن ذلك أيضاً!
** **
- محمد العويفير
@owiffeer