خالد بن حمد المالك
العلاقات الدولية مهمة للأمير محمد بن سلمان، ومع أمريكا تحديداً تأخذ بُعْداً آخر، وشكلاً من أشكال اهتمام ولي العهد، لكنها لا تسقط اهتمامه بالعلاقات الثنائية مع الدول الأخرى، وهو يحاول دائماً أن يضخ ما يجعلها في وضع أحسن كلَّما أصابها الفتور، وذلك بإيجاد فرص جديدة من التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية التي عادة ما يكون لها تأثير في تحسين الأجواء، وتجويد أي تفاهمات بين المملكة والجانب الآخر.
* *
في لقاء ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية سُئل سموه ما إذا كان يجد صعوبة في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصاً عندما تتغير الإدارة كل 4 أو 8 سنوات، وحينها ربما تتغير السياسة الأمريكية الخارجية، وكان الرد على سؤال المذيع بريت باير أن التغيير في بعض الأحيان في أي بلد دائماً يؤدي إلى فترة من المفاوضات، والمملكة معتادة على ذلك، وعند تغيير الإدارة الأمريكية فنحن -يقول الأمير- نبدأ بالتواصل معها، ونبدأ بالتفاوض، ونبحث عن العقبات الموجودة في العلاقة، وما نوع الفرص الجديدة التي يجب أن نعمل عليها، وبعد هذا نصل إلى مرحلة يكون لدينا خطة محددة للعمل عليها خلال السنوات القادمة.
* *
لاحظوا أن سموه لم يزعجه السؤال، وأن التباين في وجهات النظر بين المملكة وأمريكا شيء معتاد، وأن معالجة أي خلاف هناك آلية اعتادت عليها المملكة، وتفضي إلى إعادة العلاقات إلى المسار الصحيح، ولا يمكن لأمريكا أن تفرِّط بمصالحها من خلال علاقاتها بالمملكة، وكما هي المملكة تحرص على تضييق فجوة الخلافات، وتقريب وجهات النظر، والحيلولة دون توسعة رقعة التباين في علاقات البلدين، والتوجه دائماً إلى المفاوضات وصولاً إلى حلول مشتركة تخدم واشنطون والرياض، فالشراكة الإستراتيجية بين المملكة وأمريكا مهمة ومفيدة للبلدين والمنطقة والعالم، وذلك للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، فأمريكا هي الشريك الإستراتيجي الأهم على مستوى العالم.
* *
كانت الرياضة والاهتمام بها واحدة من المحاور التي تطرق لها محمد بن سلمان، ولم يكن غريباً أن تدخل الرياضة ضمن الحوار العاصف مع سموه، وأن تكون هناك مزاعم «غسل سمعة رياضي» في ظل استقطاب نجوم العالم للعب في الفرق السعودية، وهي مزاعم قال الأمير أنها سوف تستمر إذا كانت ستضيف 1 % للناتج المحلي، وأنه لا يهمه ما يقولون، وأننا نستهدف أن نحصل على زيادة إضافية بنسبة 1.5 %. وجاء ذلك رداً على (باير) عندما سأل (الأمير) عن رأيه بمن يتهمه بأنه ينفق الكثير على الرياضة، وعلى جلب أسماء كبيرة من اللاعبين المشهورين، وأنه يفعل كل هذا لـ»غسل السمعة عبر الرياضة».
* *
يقول بريت باير من قناة «فوكس نيوز» في نهاية لقائه بالأمير محمد بن سلمان، لقد: أمضيت ثلاثة أيام هنا، وزرت بلادكم مرات عدة من قَبل، وشاهدت شخصياً تحولات هائلة، ليس بخصوص النساء فقط، وإنما أيضاً كل المشاريع والمباني التي تحت الإنشاء، وكيف ينظر الشعب إلى بلده، وبالنسبة للناس الذين ينظرون من الخارج إلى السعودية، ليأتي السؤال: ماذا تود أن تقول لهم إذا رغبوا في الزيارة، ولكنهم مترددون بسبب ما حدث في الماضي، فما الذي سيرونه، ليأتي الجواب من سموه بأنه سيخبرهم أن أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين هي المملكة العربية السعودية، هذه هي قصة القرن، هل تريدون تفويتها أم لا؟ الأمر يعود لكم، ومن جانبي أقول إن ختامها مسك، فالمقابلة بمستوى التغيير الشامل والجاذب الذي تمر به المملكة الآن.