محمد الخيبري
لم تمر الأسابيع الماضية على الهلاليين بشكل طبيعي على الرغم من أن النتائج التي قدمها الفريق ليست بالسوء المطلق التي تنتهي عنده طموحات وتطلعات الجماهير..
في المعترك الآسيوي حضر التعادل الإيجابي أمام الفريق الأوزبكي «المغمور» مع توهان واضح في صفوف الفريق وفراغ فني في وسط الملعب وسلبية في خط المقدمة والهجوم..
بعد تلك المباراة اختفت غزارة التهديف من نجوم الهلال وانخفض أداء الفريق بالكامل في ظل ذهول المتابعين من الهبوط الحاد في المستوى الفني للفريق رغم غزارة النجوم في صفوف الفريق..
هذا الانخفاض الفني المفاجئ فتح الباب على مصراعيه للتأويل والتأجيج والسخرية والتندر الذي طال نجوم الهلال وجماهيره بشكل غريب ومريب..
إعلامياً تم تداول أن ثمة هناك مؤامرة «كونية» من اللاعبين للإطاحة بالمدير الفني للفريق السيد «خورخي خيسوس» اعتراضاً منهم على سياسته التدريبية وعصبيته وأمور أخرى لم تكن مريحة لهم ولم تظهر على السطح..
من جهتها انقسمت الجماهير بين مؤيد ومعارض لاستمرار المدرب على رأس الفريق فنياً والبعض الآخر ذهب إلى أنه يوجد فراغ إداري تسبب في الخلل الفني والاداري للفريق وتسبب في عدم انضباطية الفريق..
وذهب آخرون إلى سوء اختيارات الإدارة وعدم سيطرتها على تعامل المدرب مع اللاعبين علماً بأن المدرب يؤكد دائماً في كل ظهور إعلامي أنه لاتوجد مشاكل مع أي لاعب أو مع الإدارة الهلالية..
أيضاً اللاعبون لم يصدر منهم مايثبت ويؤكد وجود مشاكل أو خلاف مع السيد «خيسوس» بل إنهم يتجهون للاعتذار للجماهير وإسداء الوعود في تقديم أداء مميز في قادم الاستحقاقات..
وإن نظرنا عن قرب فإن الفريق الهلال منذ قدوم «خيسوس» خسر مباراة واحدة وتعادل في مباراتين فقط في جميع المنافسات والمباريات المحلية والخارجية والودية..
الفريق لاتوجد مباراة خاضها بدون أن يسجل أهدافاً بجميع نتائجها سواء فوز أو خسارة أو تعادل..
الفريق يعتبر الأقل في تلقي الإنذارات مما يوحي بأن هناك انضباطاً داخل ارض الملعب ونسبة التهديف تعتبر منطقية في ظل تلقيه عددٍ من الأهداف في شباكه ويعتبر عدداً غير مخيف..
هناك شبه اتفاق بوجود خلل في خط الدفاع نظراً لاعتماد المدرب على صعود الأظهرة في بناء الهجمات واضطرار لاعبي خط الوسط والمحاور بالمساندة الدفاعية في حالة الهجمة المرتدة على الرغم من نجاعة طريقة المدرب الهجومية رغم تلقيه أهدافاً في أغلب المباريات إلا أن الفريق مستمر في الانتصارات وفي مقدمة سلم ترتيب الدوري..
أعتقد أن المشكلة الأساسية تكمن في نتائج بعض المباريات التي تخرج دون التوقع كالتعادل مع الفريق الأوزبكي في المعترك الآسيوي والفوز بهدف يتيم على فريق الجبيلين في بطولة كأس «خادم الحرمين الشريفين»..
ثقافة الفوز والمنافسة على البطولات التي تجرعها كل منتمٍ للهلال تشكل الهاجس الأكبر لكل إدارة تقود الفريق لأن المحافظة على استدامة هذه الثقافة تتطلب جهداً كبيراً وتضحيات وضخ أموال وسياسة حوكمة على أعلى المستويات..
المقارنة بين حجم الفريق الهلالي تاريخياً وقارياً مع بعض الفريق المغمورة «الصغيرة» عندما يفوز فوزاً صعباً أو يتعادل دون الرجوع لظروف المباراة والتعاطي بشكل عاطفي من قبل الجماهير وبعض الإعلام المهتم بالشأن الهلالي خلق الوضع المتوتر الحالي بالوسط الهلالي..
أيضاً استغلال بعض الإعلام «المناكف» للجانب الهلالي للوضع الحالي لبث الشائعات التي تزيد من زيادة التوتر وعدم الاستقرار في البيت الهلالي في ظل استمرار الصمت من الإدارة الهلالية..
من جهة أخرى يحاول «بعض» ناشطي السوشل ميديا الهلاليين في مواقع التواصل الاجتماعي احتواء التوتر الجماهيري وتقديم الأطروحات بشكل نموذجي ومتزن أملاً منهم في تجاوز الفريق لهذه الأزمة التي تم افتعالها في اعتقادي من جهة غير معلومة..
قشعريرة ..
«هذا ليس الهلال» قد تكون عبارة مخيفة للجمهور الهلالي ومؤشراً خطيراً وإرهاصة للإخفاق في الموسم الرياضي الذي يعتبر الأهم تاريخياً نظراً للاستحقاقات التي سيخوضها الفريق خصوصاً منافسات «كأس العالم للأندية الموسم المقبل»