سلطان مصلح مسلط الحارثي
لا يحق لأي لاعب مهما كان، ومهما وصلت به النجومية، ومهما كانت جماهيريته، أن يتدخل في شأن يخص العمل الإداري، والتقييم الفني الخاص بالمدربين، أو أن يُطالب بإقالة مدرب، أو جلب آخر، فهذا خارج سياق العمل الاحترافي، ولا يقع في نادٍ محترف ومحترم.
أقول ذلك وأنا أسمع بعض الآراء «الشاطحة» التي تؤكد على أن بعض لاعبي الهلال لا يرغبون باستمرار مدربهم البرتغالي جيسوس، ويشير أصحاب تلك «الشائعة» بوضوح على القائد سلمان الفرج، ولا أعلم ما هي دلائلهم ولا براهينهم، فهي مجرد «تخمينات» لا أظن ولو بنسبة 1 % أن تحدث في فريق مثل الهلال، ولا أظن أن قائد فريق الهلال سلمان الفرج معترضاً على وجود مدرب بحجم جيسوس، وفي الأصل لا يحق له، ولا يمكن أن يخيل لي أن القائد يحرض على مدربه، وجزمي هذا نابع من عقلية احترافية، ونضج كروي، وخبرة طويلة يمتلكها الفرج، ولكن أصحاب «الشائعات والمرجفين»، أرادوا ضرب جيسوس بالفرج، ليكسبوا من خلال بث هذه الشائعة، مصداقية أكثر حول مطالباتهم بإقالة المدرب جورجي جيسوس، ولكنهم أخطأوا وارتكبوا بحق فريقهم خطا عظيم، فالهلال النادي الذي ظل الجميع يتغنى باحترافيته، لا يمكن أن تحدث فيه هذه الاشكالية، ولدينا من الأدلة والشواهد ما يجعلنا نوأمن على مصداقية ما ذكرناه سابقاً، إذ مر على فريق الهلال نجوم وأساطير، ولم يستطع أحد منهم الإخلال بمنظومة الفريق القائمة على العمل المؤسسي، البعيد كل البعد عن العاطفة التي بالعادة تغلب على الجماهير.
سامي الجابر ويوسف الثنيان وصالح النعيمة ونواف التمياط ومحمد الشلهوب، وغيرهم من أساطير الكرة السعودية المنتمين لفريق الهلال، اعطوا فريقهم ورحلوا دون ضجيج، بل بعضهم وُضع في دكة البدلاء دون أن يكون له ردة فعل، ونتذكر سامي الجابر ويوسف الثنيان «وهما من أهم لاعبي الهلال» تم وضعهما في مقاعد الاحتياط، ونتذكر محمد الشلهوب الذي استمر طويلاً في دكة البدلاء وتحديداً مع المدرب الروماني كوزمين، وبالرغم من ذلك، لم يثيروا القلاقل، ولم يتجرأ أي منهم في التدخل، والمطالبة بإقالة أي مدرب، وبالتأكيد أن الفرج يعرف بيئة الهلال جيداً، ويعرف أن الإدارة لن تقبل منه التدخل في عملها، ولذلك جزمت أن الفرج لا يمكن أن يحرض على مدربه جيسوس، وإن فعلها الفرج «رغم استبعادي لذلك» أو فعلها غيره، فعليه أن يغادر أسوار النادي، وعلى إدارة نادي الهلال، أن تقدم له خطاب شكر على ما قدمه خلال فترة وجوده في الهلال، فهذه الأساليب لا تليق بنجوم زعيم آسيا، ولا تنتمي لبيئة الهلال، ولا لأدبياته التي أصبح يلعب ببعضها بعض «صغار» مشجعيه.
تحت السطر:..
- مشكلة الهلال الحالية ليست في جيسوس فقط، فهذه المشكلة تكررت مع رازفان ومع جارديم ومع دياز واليوم مع جيسوس، وهذا يجبر القائمين على الهلال بتقصي المشكلة ومعرفة أسبابها حتى لا يُقال جيسوس ويأتي مدرب غيره ويُطالب بإبعاده بعد جولات عدة.
- لا يوجد مدرب دون أخطاء، وجيسوس يخطئ ويصيب، ولست ضد نقد الأخطاء التي يقع فيها، وأنا بنفسي انتقدته في بعض الأخطاء، ولكن التفكير في إقالته حالياً خطأ كبير، فالتغيير في هذا التوقيت ليس في مصلحة الفريق، فالمدرب القادم سيحتاج إلى وقت طويل حتى ينسجم مع لاعبيه ويفرض أسلوبه، لذلك يُفترض مناقشة جيسوس في الأخطاء لتصحيحها قبل التفكير في الإقالة التي يجب أن تكون آخر الحلول.
- أخطاء في التمرير، وسوء بعض العناصر، وانخفاض مستوى بعض اللاعبين، كيف نستطيع أن نحملها جيسوس؟! وفي المقابل لا يمكن أن أجد العذر لجيسوس حينما يقول فريقي مرهق!! نحن في بداية الموسم، ومثل هذا العذر غير مقبول في فريق مثل الهلال.
- بعض الجماهير تحاول الانتصار لرأيها بعيداً عن مصلحة الهلال، وهذا لا يليق بمشجعي كبير آسيا وزعيمها، فالبحث عن مصلحة النادي أهم وأولى من الانتصار للرأي.
- الفرق بين تغريدات أبناء الهلال وأساطيره وغيرهم مثل الفرق بين بيئة الهلال، وبيئة بقية الأندية.
- غداً، يلتقي الهلال بفريق الشباب، وأي تعثر للهلال بالخسارة أو التعادل، سيزيد من حدة الاحتقان الجماهيري، وسيزيد من الضغوط على جيسوس وعلى إدارة الهلال.