خالد بن حمد المالك
يعود الحوار مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان عن أوكرانيا، واستضافة المملكة لمحادثات السلام، دون حضور روسيا، وعلاقة قرار خفض إنتاج البترول وما يراه الداعمون لأوكرانيا من أنه قرار يصب في دعم روسيا في هذه الحرب، ليتساءل سموه إذا كان هذا رأي الداعمين، لكن ماذا عن الرئيس الأوكراني الذي قال عكس ذلك تماماً، فقد قال إن المملكة تدعم أوكرانيا، وتدعم الوصول إلى حل بين روسيا وأوكرانيا، وأنها تلعب دور الوسيط بين البلدين، وزاد الأمير على ذلك بالقول: إذا كنا سنعقد اتفاقاً مع «أوبك +» لدعم روسيا فإن إيران إحدى الدول في «أوبك +» وآنذاك كانت إيران عدونا، فكيف لنا أن ندعم إيران، نحن نتعامل مع معادلة العرض والطلب، وذلك من أجل تحقيق الاستقرار في السوق.
* *
وكانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر حاضرة في حوار قناة فوكس نيوز مع ولي العهد كون 15 من أصل 19 كانوا سعوديين من المختطفين للطائرات، وقد أجاب سموه عن أسفه الشديد لأي شخص فقد أحد أفراد أسرته، وهذا الهجوم خطط له أسامة بن لادن، وقبله خطط للعديد من الهجمات في المملكة العربية السعودية، بالتالي ليس من المنطق على الإطلاق أن نعمل مع الشخص الذي ينفذ الهجمات الإرهابية في المملكة في التسعينات، ويقتل السعوديين والأجانب في ذلك الوقت، هو عدونا وهو عدو أمريكا، أسامة بن لادن يستقطب أكبر عدد من السعوديين ليضمن إحداث مشكلة بين أمريكا والمملكة، لهذا انطلت هذه الخدعة على الشعب الأمريكي، وهو ما يعني أن أسامة بن لادن نجح في تنفيذ خطته.
* *
خلال الحملة الانتخابية للرئيس بايدن كان موقفه من المملكة ومن الأمير محمد بن سلمان سلبياً، تجاهل العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، والمصالح المشتركة منذ ثمانين عاماً، لكن في السياسة كل شيء يتغير، زار المملكة وأجرى مباحثات مع ولي العهد، ولكن تصفية ما شاب العلاقات الثنائية من فتور لم يكتمل بتلك الزيارة، وكانت قمة مجموعة العشرين في نيودلهي بالهند فرصة لمزيد من التقارب، يقول الأمير محمد بن سلمان: الشيء الوحيد الذي لا يتغير في السياسة هو التغير نفسه، وبالتالي دائماً، تغير من سياستك بما يخدم أهداف دولتك، اليوم لدينا عمل عظيم مع الرئيس بايدن، ونعمل على الشبكة الواسعة التي نقوم ببنائها بين الهند والمملكة وأوروبا، ونعمل على ترتيبات السلام بين إسرائيل وفلسطين، لدينا أطول وقت إطلاق للنار في اليمن، وهناك الكثير من التقدم الجيد لإيجاد الحل السياسي، ولدينا الكثير من العمل في أمن واستقرار المنطقة، وفيما هو أبعد منها، لذا فإن مجالات العمل المشتركة بين المملكة وأمريكا اليوم مثيرة للاهتمام، ولدينا علاقة ممتازة مع الرئيس بايدن.
* *
لكي نتعلم من محمد بن سلمان مواطنين وغير مواطنين، قادة وغير قادة، اقتصاديين وغير اقتصاديين، اقرأوا ما يلي مما قاله الأمير محمد بن سلمان في حواره مع القناة الأمريكية، عندما تريد تنويع الاقتصاد، عليك أن تعمل في كل القطاعات، التعدين والبنية التحتية، والصناعات التحويلية، والمواصلات، واللوجستية، والقائمة بأكملها، وجزء من ذلك يتضمن قطاع السياحة، وإذا أردت الترويج للسياحة تحتاج إلى تطوير قطاعات الثقافة والترفيه والرياضة، وعليك وضع روزنامة وتعرف أن السياحة كانت تسهم في 3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي السعودي، أما اليوم فالنسبة 7 في المائة الرياضة كانت تسهم بـ0.4 في المائة اليوم النسبة هي 1.5 في المائة، هذا يعني مزيدا من النمو الاقتصادي والوظائف وروزنامة كاملة من الترفيه، هناك السياحة وكما ترى نحن في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط، ومنذ 6 سنوات لم نكن حتى ضمن الدول العشر الأولى، عام 2022 كنا في المرتبة العاشرة على مستوى الزيارات العالمية، هذا نجاح باهر، هدفنا أن نصل إلى أكثر من مئة مليون زيارة، ربما 150 مليوناً، السنة الماضية وصلنا إلى 40 مليون زيارة من المملكة والعالم، وبالتالي يبدو أننا سنصل إلى الهدف.
* *
هذا هو محمد بن سلمان، لا يتحدث إلا بالأرقام والحقائق والنتائج بلغة اقتصادية، وأحياناً سياسية، وربما المزج بينهما، دلوني على قيادة تماثل قيادة هذا الأمير الشاب.
(يتبع)