د. محمد بن أحمد غروي
المملكة أعظم قصة في تاريخ القرن الواحد والعشرين.. حق لنا كسعوديين أن نشعر بالفخر والاعتزاز بتلك المقابلة التاريخية لسمو ولي العهد في قناة فوكس نيوز، نظير ما وصلت له بلادنا الحبيبة من إنجازات كبيرة، فقد مَنّ الله علينا أن عاصرنا أحلامنا تتحقق ولازال مستقبلنا مشرقاً بإذن الله تعالى.
اليوم الوطني في عيده الثالث والتسعين حكى قصة الأمجاد واستذكر الناس تاريخ المؤسس وما زخرت به دولتنا من تاريخ وقصص ومآثر لكن العالم شاهد عيدنا الوطني وتراثه بشكل مختلف، شاهد أيقونات كرة القدم بالزي الوطني والرقصات الشعبية حاملين سيف المجد على أكتافهم.
تلك الصورة التي لن تفارق مخيلة مئات الملايين من محبي كرة القدم في مشارق الأرض ومغاربها ستبقى خالدة خلود تلك الرياضة العالمية.
المقاطع المرئية والصور الحية التي انتشرت انتشار النار في الهشيم سطرت بصمة واضحة وقوة ناعمة جديدة وتوظيفاً لإمكانيات بلادنا للتعريف بها فتعزيز الصورة الذهنية ليس مقتصراً على الدبلوماسيين والإعلاميين فحسب، بل هي أداة فعالة يجب على كل قطاع ومواطن -كل على قدره - لتوضيح رسالتنا للعالم، ولعل دخول وزارة التعليم على هذا الخط من خلال مشروعها الجديد أدرس في السعودية الذي أطلقه وزير التعليم بحضور عشرات السفراء وممثلي الدول لدى الرياض. ذلك الملتقى التعريفي الطموح الذي يسعى لاستقطاب الطلبة الدوليين للدراسة في السعودية، ففرص التعليم في المملكة أصبحت متحققة فهي الوجهة التعليمية المتقدمة في برامجها الأكاديمية التي تحتضنها جامعاتها ومعاهدها الحكومية والخاصة. كما وسيتيح البرنامج فرصة حقيقية مباشرة للتفاعل مع ثقافات متنوعة مما يمنح تجارب ثقافية دولية ورحلة تعليمية ثرية.
المشروع البِكر هو جزء مهم من رؤية السعودية 2030 الذي استهدف تنمية القطاع التعليمي في المملكة وتعزيز مكانته عالمياً ساعياً لتحقيق هدف الرؤية المتركز على التنمية المستدامة من خلال التعليم الجيد والتبادل والتواصل الثقافي والعلمي الدولي.
كما سيسهم المشروع الجديد في تعزيز مكانة اللغة العربية كلغة عالمية حاضرة التي دأبت المملكة في نشرها للناطقين بغيرها محلياً وعالمياً بالإضافة إلى أن تجربة الدراسة في المملكة هي فرصة للطلبة الأجانب لاكتشاف التراث السعودي والإرث الثقافي العريق والمتنوع خلال مسيرته التعليمية في إحدى مناطق المملكة وما سيتخللها من زيارات ورحلات اكتشافيه لشبه الجزيرة.
إبان مشاركتي وقائع الملتقى التعليمي التعريفي والاطلاع على مستهدفاته وطموحاته المستقبلية، تذكرت لقائي المتلفز مع معالي مفتي ووزير الشؤون الدينية وعضو البرلمان الماليزي السابق الشيخ الدكتور ذو الكفل محمد بكري الذي بث في قناتنا الوطنية، فمعاليه قد تتلمذ على يد علماء أجلاء في المدينة المنورة ونهل من علمها في مقاعد الدراسة الجامعة وخارجها وكيف أنه لا زال يتذكر شوارعها وأكلاتها وحتى تاريخ كرة القدم في تسعينيات القرن الماضي واستذكرني بتاريخ المملكة بتفاصيل لم أتوقع في يوم من الأيام أن دارساً أضحى وزيراً مرّ بتلك التجارب الجميلة وحفرت في ذاكرته وذاكرة أبنائه وأحفاده.
تلك يا سادة القوة الناعمة التي لا تعادلها أي قوة. فكم أتمنى من وزارة التعليم أن تستكمل مشروعها بتواصل فعّال مع أبنائها الطلبة الأجانب الخريجين بكافة أطيافهم وجنسياتهم من خلال لقاءات دورية سنوية لترى ثمرة تعليمهم على أرض الواقع وما وصلوا إليه، وحجم الامتنان من قبلهم. كما أن تلك المبادرة التواصلية المستدامة هي خطوة في تعزيز التفاهم الثقافي والتعاون الدولي.