عبد الله سليمان الطليان
من خلال العنوان يعتقد الجميع أنني أدعو إلى تغيير في موعد صلاة الفجر، على الإطلاق، كل مسلم مسلمة يدرك أهمية صلاة الفجر وفضلها في الدنيا والآخرة، سوف آخذها من جانب دنيوي مهم في حياة المسلم والمسلمة من الناحية المعيشية وفي طلب الرزق من خلال العمل.
نسمع من بعض الأجداد وحتى من بعض الآباء الذين عاشوا في الزمن الماضي وكانت لهم مهنة معينة، وتحديداً مهنة الزراعة لأنها كانت هي التي تكاد منتشرة على نحو واسع في مناطقنا الداخلية، في أنهم عندما يريدون أن يبدؤوا العمل في المزرعة، فإنهم مباشرة يبدؤون من بعد صلاة الفجر بجد ونشاط يستمتعون براحة الزرع والجو الجميل وصوت العصافير بالرغم من الجهد والتعب, نراهم يعودون قبل الغروب إلى بيوتهم وهم منهكين القوى يتناولون وجبة العشاء أحياناً في وقت مبكر ثم يذهبون إلى النوم بهد العشاء، وهكذا دواليك في كل يوم، لقد أعطونا درسًا في أهمية قيمة العمل في الماضي، ولكننا -مع الأسف- نعيش واقعًا مختلفًا ولا يساعد على إدراك أهمية العمل وإنتاجيته، وذلك ما نشاهده من عدم تنظيم وقت النوم، والسهر الزائد عبر وسائل مختلفة في الإعلام والتسوق، نجد أننا نشير في مجالسنا ومناسباتنا ولقاءاتنا العائلية أننا عندما نسافر إلى بلاد تقدر الوقت، نتمنى أن نكون مثلهم ونرسم عنهم صورًا مثالية في المحافظة على وقت العمل، الموظف هناك يستيقظ مبكراً ويقوم برياضة خفيفة ويتناول وجبة الإفطار ويذهب إلى عمله بنشاط ثم يعود إلى بيته ويتناول وجبة العشاء ما بين الساعة السابعة إلى التاسعة مساء ثم يذهب إلى النوم، هذا فعلاً هو الموظف الذي سوف ينتج ويكون قدوة لكل أفراد الأسرة، في بعض المجتمعات الغربية تفتخر بالتعاليم المسيحية البروتسنتية التي تحث على العمل والعمل بجد في سبيل الناس، إننا في ديننا أعظم قيمة في صلاة الفجر التي تجبرك على الاستيقاظ المبكر وبعدها تذهب إلى عملك، ولكننا لم نقدر عظمة هذه الصلاة، ومن لديه قصور في الفهم الصحيح يعتقد أن الأهمية في أنها عبادة ليس لها أثر إلا في الآخرة ورضى الله، نعم، ولكن من المفروض والواجب علينا كمسلمين أن نعطى الدرس من خلال تلك الصلاة في أننا نسعى للدنيا والآخرة.