علي الخزيم
ـ وصلتني رسالة إلكترونية من مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض تَستَبِين وجهة نظري حول ما أتلقاه من خدمة علاجية بمجال الإبصار واعتلال العيون؛ إذ إني أحد المترددين على المستشفى منذ سنوات لعلاج ضغط العين (جلوكوما)، والرسالة على ما يبدو تشمل المراجعين كافة.
ـ وبقدر سعادتي بجودة الخدمة بهذا المستشفى وما أجده من رعاية لافِتة كغيري من المستفيدين؛ فقد كانت سعادتي بالفرصة المُتاحة للتعبير من خلال تعبئة حقول الاستبيان المُدرج بالرسالة لتأكيد ما أشعر به من رضى كامل بتفوق خدمات المستشفى التي حَظِيت بها ويجدها كل مراجع لهذا الصرح الطبي العلمي المتقدم.
ـ قد يرى البعض أن مثل هذه الرسائل والاستبيانات الموجهة للمرضى والمراجعين رسائل روتينية تنفذها الكثير من المستشفيات، لكني أجد بها جدية تامة وعملاً استقصائياً يهدف للسباق والمسارعة نحو خدمة المرضى و(متابعة سلامة كل مريض) فهي رسالة تنبع من رسالة المستشفى الرئيسة وأهدافه النبيلة، والعبرة ليست بتعميم الرسالة بل بتنفيذ مضامينها.
ـ من خلال زياراتي الاستشفائية للمستشفى الحَظ تقدماً مُطَّرداً (بما أُدرك فهمه كغير متخصص) فكيف بمن يزور المستشفى من أهل العلم والاختصاص؛ فقد دوَّنوا ما يُفرح ويسعد القائمين عليه من تقارير وشهادات دولية تؤكد استمرارية التقدم العلمي الطبي بالمستشفى، وعلى كفاءة القائمين عليه من أعلى هَرمِه الطبي والإداري: الرئيس التنفيذي الدكتور عبد العزيز الراجحي إلى من هم دونه كافة، وتبقى شهادتي لا شيء أمام شهاداتهم.
ـ رسالة مستشفى العيون تدعوني للتذكير بأهمية مفهوم (سلامة المرضى) كونها أولوية صحية تولِيها المراكز والمستشفيات العالمية الناهضة الناجحة أقصى درجات العناية والاهتمام، وتَعُدّها قضية ضمن قضايا المجتمعات وتُعنَى بالرعية الصحية والتثقيف ورفع مستويات الوعي الصحي، وهذا النهج لسلامة المرضى يبدأ من العاملين بالمستشفيات وصولاً إلى شرائح المجتمع المستهدفة لتحقيق أفضل النتائج المرسومة.
ـ ولهذه الغاية يحتفل العالم بيوم 17 سبتمبر من كل عام باليوم الدولي لسلامة المرضى؛ وتَتَجدَّد رسالته السنوية بتحديد موضوع وعنوان للتركيز عليه بشمولية لسلامة المرضى كهدف إنساني نبيل، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض خير من ينفذ مثل هذه الأعمال الإنسانية المتخصصة وعُرف عنه النجاحات المتكررة والإبداعية المثمرة جداً بهذا المجال.
ـ وحين تُحدد الصحة العالمية لهذا العام شعار: (إعلاء صوت المرضى)، فهو تقدير يُظهر مدى ما يقدمه المرضى وأسرهم من أدوار ومهام بارزة تتضافر مع جهود مقدمي الخدمة والرعاية لتَصُب بمصالح سلامة المرضى ورعايتهم صحياً وعلاجياً، ويؤكد أهل الاختصاص بأنه حين التعامل مع المرضى كشركاء بالرعاية تتحقق مكاسب جَمَّة بمجال السلامة وأمن الرعاية بصفة عامة.
ـ وعن مبدأ المشاركة مع المريض بشأنه الصحي؛ فإني أشهد واثقاً بأن الأطباء بهذا المستشفى يُطبّقون هذا المفهوم الرائد بِهِمَم عالية وأنفس طيبة، كما يتحدثون معنا بكل تبسيط لندرك أبعاد ما نعانيه ولنتمكن من التعاون بأقصى حد لتنفيذ خطوات العلاج بأفضل السبل وبأنجع الطرق، وكلما تَعَرَّف المريض على أسباب العارض الصحي استيقن جدية الخدمة المقدمة؛ وتَجَاوب بفاعلية تُفضِي لنجاح المقاصد لسلامته الدائمة.