حوار/ محمد العيدروس:
اعتبر سفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى المملكة الشيخ / نهيان بن سيف آل نهيان العمل الجماعي بين المملكة والإمارات نحو حل الأزمة اليمنية مثالًا بارزًا على التعاون الإقليمي والجهود المشتركة.
وأكد في حوار صحفي للجزيرة.. ان البلدين الشقيقين قادا جهودًا دبلوماسية حثيثة للوصول إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وهو ما يعتبر نموذجًا للشراكة الإقليمية القوية والملتزمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
وتطرق السفير الاماراتي الى التطورات السياحية والاقتصادية والتنموية التي تشهدها المملكة.. وقال إن المملكة لديها القدرة على تحفيز الاقتصاد العالمي بفضل ما تمتلكه من رصيد حضاري غني ومقومات طبيعية وبشرية مميزة، وهذا التحول الاقتصادي يشمل تنمية القطاعات السياحية والثقافية والترفيهية، مما يسهم في جذب الزوار وتعزيز الاستثمارات الوطنية والدولية.
ونوه الشيخ سيف آل نهيان باستضافى المملكى (إكسبو الرياض 2030) مشيرا الى ان هذا الحدث العالمي فرصة استثنائية لتعزيز التعاون والتضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي، ويمكن لدول المجلس والإمارات تقديم الدعم والمؤازرة في العديد من المجالات لضمان نجاح هذه الفعالية العالمية. وفيما يلي نص الحوار:
** كيف تنظرون سعادتكم لمسيرة العلاقة المتميزة بين المملكة والإمارات وسبل تطويرها؟
نحن نعتبر النموذج السعودي الإماراتي مثالًا حيًا على العلاقات الثنائية القوية والمتميزة بين البلدين، والتي تجمع بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإن هذه العلاقة تتجاوز بلا شك مفهوم التعاون العادي بين دول الجوار، حيث تمثل شراكة استراتيجية تعتمد على التعاون المشترك في مجموعة متنوعة من القضايا الإقليمية والدولية. تجسد هذه الشراكة العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية القوية التي تمتد إلى عقود من الزمن.
تُظهر هذه العلاقة أيضًا الروابط التاريخية العميقة التي تربط بين البلدين، حيث تشترك فيها أواصر الدم والإرث والمصير المشترك، ويمكن رؤية هذه العلاقة كركن أساسي في بنية الأمن الجماعي لمجلس التعاون الخليجي، وهي أيضًا تلعب دورًا مهمًا في الأمن القومي العربي، كما أشاد بها الشيخ زايد آل نهيان - طيب الله ثراه - والشيخ خليفة بن زايد - طيب الله ثراه - وأكدا على أهميتها، وتستمر الإشادة بالعلاقة السعودية الإماراتية القوية حتى وقتنا الحالي، حيث يتم تأكيد هذه الشراكة الثنائية الاستراتيجية بوصفها نموذجًا حيًا للتعاون الثنائي.
** تستضيف المملكة (إكسبو الرياض 2030)، ما هي مجالات الدعم والمؤازرة التي يمكن لدول المجلس والإمارات تقديمها للمملكة لإنجاح هذه الفعالية العالمية؟
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أن المعارف والخبرات التي اكتسبتها الإمارات خلال سبع سنوات من الإعداد لإكسبو 2020 ستكون متاحة للأشقاء في المملكة العربية السعودية، وهذا التعهد يشكل أساسًا قويًا للتعاون بين البلدين.
واستضافة المملكة العربية السعودية للحدث العالمي إكسبو الرياض 2030، يمثل فرصة استثنائية لتعزيز التعاون والتضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي، ويمكن لدول المجلس والإمارات تقديم الدعم والمؤازرة في العديد من المجالات لضمان نجاح هذه الفعالية العالمية.
** تتكاتف المملكة والإمارات بشكل جماعي نحو حل للأزمة اليمنية، كيف تنظرون لدرجة التنسيق السعودي الإماراتي؟
يعتبر العمل الجماعي بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة نحو حل الأزمة اليمنية مثالًا بارزًا على التعاون الإقليمي والجهود المشتركة للتصدي للتحديات الإنسانية والسياسية الكبيرة، وهذه الشراكة تتجلى في الجهود السياسية والإنسانية المشتركة التي قدمتها البلدين في سبيل تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن.
من ناحية الجهود الإنسانية، فقد نجح مركز الملك سلمان للإغاثة بشكل ملحوظ في تقديم المساعدات والإغاثة في جميع المحافظات المحررة في اليمن، بالإضافة إلى ذلك، لعب الهلال الأحمر الإماراتي دورًا بارزًا في تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثة لليمنيين الذين يعانون من الأوضاع الصعبة.
وفيما يتعلق بالجهود السياسية، فقد قادت المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الإمارات جهودًا دبلوماسية حثيثة للوصول إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، ويُعتبر هذا التنسيق والتعاون الوثيق بين البلدين نموذجًا للشراكة الإقليمية القوية والملتزمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
** وضعت القيادة الإماراتية الشقيقة خطة استشرافية للخمسين عاماً القادمة بهدف الاستشراف والبحث، هل يمكن إلقاء الضوء عليها؟
تعكس وثيقة «مبادئ الخمسين» التي وضعتها القيادة الإماراتية رؤية استشرافية قوية للخمسين عامًا القادمة بهدف تحقيق التقدم والازدهار في مجموعة متنوعة من المجالات. هذه الوثيقة تمثل الإرادة الوطنية والالتزام بتحقيق «مئوية الإمارات 2071»، وهي رؤية طموحة تسعى إلى جعل الإمارات واحدة من أفضل الدول في العالم.
تتضمن مبادئ الخمسين عشرة مبادئ أساسية تعكس القيم والأهداف العليا للإمارات. هذه المبادئ تشمل التسامح والتعايش والخير والعطاء الإنساني، وهي تمثل الروح الحقيقية للاتحاد والتلاحم الوطني في الإمارات.
تمثل مبادئ الخمسين خارطة طريق استراتيجية للإمارات نحو مستقبل مزدهر ومتقدم. وتعكس هذه المبادئ التفكير الاستشرافي للقيادة الإماراتية واستعدادها للتحديات والفرص التي قد تأتي في الخمسين عامًا القادمة.
**في إطار الرؤية السعودية 2030 حققت المملكة تطورات سياحية واقتصادية تنموية، كيف تنظرون في الإمارات لهذه القفزات؟
أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة بتلك الجهود وأكد أن المملكة لديها القدرة على تحفيز الاقتصاد العالمي بفضل ما تمتلكه من رصيد حضاري غني ومقومات طبيعية وبشرية مميزة، وهذا التحول الاقتصادي يشمل تنمية القطاعات السياحية والثقافية والترفيهية، مما يسهم في جذب الزوار وتعزيز الاستثمارات الوطنية والدولية.
ولقد حققت المملكة تقدمًا ملحوظًا في مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك تطوير البنية التحتية وتعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، وتمثل هذه الإنجازات نموذجًا للتحول الاقتصادي الناجح وتطلعات المملكة نحو مستقبل أكثر تقدمًا وازدهارًا.
** ما هي درجة التنسيق السعودي الإماراتي إزاء القضايا الشائكة في العالم وكيف يمكن للبلدين توحيد جهودهما إزاء الأخطار التي تواجه دول المجلس؟
تتمتع العلاقة بين السعودية والإمارات بمستوى عالٍ من التنسيق والتعاون على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهذا يمتد إلى التعامل مع القضايا الشائكة التي تؤثر على دول المجلس التعاون الخليجي. يتمثل النجاح في تلك العلاقة في القدرة على توحيد الجهود في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
ومن القضايا التي تمثل تحديًا كبيرًا للمنطقة هي التهديدات الأمنية، مثل التطرف والإرهاب والأزمات الإقليمية، حيث تعمل السعودية والإمارات على تطوير استراتيجيات مشتركة لمواجهة هذه التحديات، بما في ذلك التعاون الأمني ومشاركة المعلومات وتبادل الخبرات.
بالإضافة إلى ذلك، يتم التشاور المستمر بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، مما يمكنهما من توحيد مواقفهما والعمل بشكل مشترك في المحافل الدولية، ويُظهر هذا التنسيق الوثيق التفاهم المشترك والالتزام بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
** والمملكة تحتفل بيومها الوطني الـ 93 ما هي كلمتكم بهذه المناسبة؟
باسم قيادة الإمارات وشعبها، أتقدم بأطيب التبريكات والتهاني إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «حفظهما الله» وإلى شعب المملكة الشقيق في هذا اليوم العزيز عليكم وعلينا. عيدكم عيدنا وبهجتكم بهجتنا، وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل: «الإماراتي سعودي، والسعودي إماراتي». نسأل المولى عز وجل أن يديم عليكم نعمة الأمن والرخاء، وأن يزيدكم رقياً وتطوراً.