خالد بن حمد المالك
إذا قيس ما يتحدث به محمد بن سلمان وهو بهذا العمر الذي لا يتجاوز الـ 38 عاماً، وقورن بما يقوله غيره من قادة وزعماء العالم ممن تجاوزت أعمارهم السبعين عاماً، فإن ميزان الحكمة، وبُعد النظر، والرؤية الصحيحة، وحسن القيادة، والطموح، والتخطيط، وغيرها، سنرى أن الميزان يميل لهذا الشاب الذي أثار إعجاب العالم.
* *
فالأمير محمد لا تعجزه الحجة، ولا تغيب عنه المعلومة، ويتحدث حديث الواثق المطمئن بسلامة مواقفه، لا يخشى أحداً في قول كلمة الحق، ولا يجامل على حساب مصلحة وطنه وشعبه، فهو حفيد عبدالعزيز، وابن سلمان، وأوكلت له مهام إدارة وطن وشعب، نسبة لقدراته غير العادية، واستعداده للعمل ليل نهار على حساب صحته ووقته الخاص.
* *
يقول حفيد الملك عبدالعزيز، المملكة أكبر مشترٍ للأسلحة الأمريكية، ولهذا فنحن نلعب دوراً حاسماً في استيراد الأسلحة اقتصادياً، يضيف: ولدينا العديد من العلاقات الأمنية والعسكرية التي تعزز مكانة المملكة في الشرق الأوسط وكذلك مكانة أمريكا عالمياً, وخصوصاً بالشرق الأوسط، ولا نريد أن يتم تغيير ذلك، ولا نريد أن نرى السعودية تنتقل إلى شراء السلاح من أمريكا إلى مكان آخر، هذه الوثيقة تعزز المصالح الأمريكية أمنياً وعسكرياً واقتصادياً، وستوفر الجهد والصداع من الجانب السعودي بعدم التحول إلى مكان آخر.
* *
ويلاحظ أن موقف المملكة ظل واضحاً من حصول إيران، بل أي دولة على السلاح النووي، وهذا الموقف يفسره الأمير محمد بن سلمان بأن اقتناء السلاح النووي في أي دولة شيء سيئ وخطوة سيئة، وأن لا حاجة للحصول على هذا السلاح لأنه لن يتم استخدامه، لأن أي دولة -والكلام لسمو الأمير- تستخدم النووي فهذا يعني أنها ستخوض حرباً ضد بقية دول العالم، ولا يمكن للعالم أن يرى هيروشيما أخرى، ومع ذلك فإن حصول إيران على هذا السلاح، يعني أن على المملكة الحصول عليه لأسباب أمنية، ومن أجل توازن القوى في الشرق الأوسط، لكننا لا نريد أن نرى ذلك.
* *
مثل هذه الآراء، وبهذا الموقف الصارم هو ما يميز محمد بن سلمان عن غيره من الزعماء، فحتى مع المصالحة مع إيران لم يغير من موقفه الثابت من حيازة إيران للسلاح النووي، لكنه كان ينظر إلى العلاقة الجديدة مع إيران من زوايا مختلفة غير تلك التي تتعلق بالمفاعل النووي الإيراني، فهو يرى أن زيارة فريق النصر لإيران، والترحيب الحار جداً الذي جاء من الإيرانيين بالفريق السعودي، إنما يمثل جزءاً من الحراك، وفي المقابل فإن السعوديين يأخذون الأمر على نحو إيجابي.
* *
موضوع اليمن في لقاء الأمير، والحرب التي كانت إيران طرفاً بالوكالة فيها كان أحد محاور اللقاء، وكانت إجابة سموه على سؤال حول ذلك بأنه لا يريد أن يرى مشاكل في اليمن، وأنه يريد أن يرى إيران تتقدم والعراق يتقدم ولبنان يتقدم وبقية دول المنطقة تتقدم، ونعمل مع دول الخليج العربي ومصر، ومع لاعبين آخرين في المنطقة، وأيضاً لاعبين عالميين، ومع حلفائنا في أمريكا، لأنه عندما تضطرب المنطقة تخرج داعش، والقاعدة، والهجمات الإرهابية، والقرصنة، باختصار يريد الأمير حياة طيبة لليمنيين، حياة طيبة لجميع دول المنطقة.
* *
وفي حديث ولي العهد عن اليمن يقول: المملكة أكبر دولة قدمت مساعدات لليمن في الماضي واليوم وغداً سوف تفعل، ونريد زيادة ذلك، ونريد أن نبدأ الاستثمار في اليمن اقتصادياً، مع عدم وجود اتفاق سياسي حتى الآن، فنحن نحاول الدفع في كل الاتجاهات إلى الأمام يوماً بعد يوم.
(يتبع)