العقيد م. محمد بن فراج الشهري
اللقاء الذي تم مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في قناة «فوكس نيوز - Fox News» يوم الخميس 21-9-2023م، لقاء في غاية الأهمية، تناقلته جميع وسائل الإعلام عربية، وإقليمية، ودولية.. وقد أبدع في إدارة الحوار بحضور قوي أمام الكاميرا وبمقدمات تقريرية.
تلخص محاور اللقاء قبل توجيه الأسئلة لضيوفه قدم الصحفي الأمريكي «بريت باير - Bret Baier» نموذجاً منفرداً في الأداء الإعلامي، حيث دأب على محاورة القادة بأبجديات ولغة رصينة ركيزتها المصارحة و»ربرت باير» الذي أجرى حوار لمصلحة شبكة «فوكس نيوز» مع ولي العهد، دأب على الإعداد الجيد للمادة الإعلامية التي يقدمها بحيث تشمل أسئلته جميع محاور الحوارات التي يجريها، واعتمد على المصارحة التامة في توجيه أسئلته مع الحرص على استخدام لغة الجسد بدقة مدروسة جيداً، بحيث لا يتجرف في أسلوبه إلى التهويل، وهو ما أهّله لاحقاً للحصول على جائزة «سول تايشوف Sol Taishoff « عام 2017 للتميز في الصحافة الإذاعية طوال «27» عام وهو المرشح المرتقب لدى قناة «فوكس نيوز» حال عزمها إجراء لقاءات فخمة مع شخصيات مهمة، يتسق ذلك مع الخبرات النوعية التي حظي بها الرجل من العمل في الصحافة، والتلفزيون، فضلاً عن تأليفه خمسة كتب تم تصنيفها من بين الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة، وإلمامه الكبير بقدر وافر من الثقافة السياسية والتاريخية، رغم «يمينيته» واستفزازاته في بعض حواراته..
لذلك فقد كان الحوار الذي أجرته القناة مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لقاء له ما قبله وما بعده وضع سموّه النقاط على الحروف وأفحم المحاور، بل أدهشه، بل تفوق عليه في كافة محاور اللقاء رغم بعض الأسئلة المستفزة خضع المحاور للإصغاء، والتمعن، والتعجب من هذه القدرة الربانية التي وهبت لولي العهد، خاصة أن اللقاء والحوار تم باللغة الإنجليزية كان فيها سموّه ابلغ من المحاور إلمام واسع بكل أساليب اللغة الحديثة والرصينة، والمفهومة فهماً واضحاً لا لبس فيه مما جعل المحاور، وكأنه يتحدث مع أحد الرؤساء الأمريكيين..
هذه الموهبة، بل المواهب التي يمتلكها ولي العهد نادرة ولا يمتلكها غيره من الرؤساء، وخصوصاً أنه تحدث عن مواضيع يصعب حصرها ولا أستطيع إيراد كل ما ذكره سموّه لكن سأحاول التركيز بإبراز ما دار في هذا الحوار الفخم والذي يحسب لإنجازات سموّه على كافة الأصعدة، المحلية، والدولية، ومكانته التي يتمتع بها على مستوى الدول الكبرى..
قال سموّه في ثنايا الحديث إن وتيرة تقدمنا ستستمر بسرعة أعلى، ولن تتوقف أو تهدأ ليوم واحد، ونقوم بعمل يليق بمكانة الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية، ويتابع سموّه فيقول: إن الشعب السعودي مؤمن بالتغيير وهم من يدفعون لذلك وأنا واحد منهم، ويتابع فيقول «إن هدفنا الوصول بالسعودية للأفضل وتحويل التحديات إلى فرص» وحول رأيه عن الشراكة السعودية الأمريكية أكد في حديثه على الأهمية القصوى للشراكة الإستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية وعلى السلم والأمن الدوليين، حيث تُعد مكافحة التطرف والإرهاب من أهم أوجه الشراكة الإستراتيجية بين المملكة وأمريكا..
ولفت سموّه إلى آثار التعاون المثمر بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، والتي كان على رأسها هزيمة أخطر تنظيمين إرهابيين (القاعدة وداعش)، وتحدث سموّه رداً على المحاور حول وساطة الصين في العلاقات السعودية الإيرانية فقال سموّه إن الصين هي من اختارت التوسط بيننا وبين الإيرانيين، وأضاف سموّه في حواره للقناة أننا على تواصل مستمر معه الرئيس )شي جين بينغ (Xi Jinping رئيس جمهورية الصين الشعبية، متابعاً: «إنه لا أحد يريد أن يرى الصين ضعيفة» وأكمل سموّه أنه إذا انهارت الصين فدول العالم أجمع معرضة للانهيار بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.
وفيما يخص العلاقات مع الرئيس الأمريكي قال سموّه: «إن علاقاتنا متميزة مع الرئيس الأمريكي جون بايدن، ونعمل سوياً على العديد من الملفات المشتركة وأضاف سموّه في حواره مع القناة أنه يمكن لإدارة بايدن أن تساهم في أهم اتفاق منذ الحرب الباردة، حيث قدمت الإدارة الأمريكية مقترحاً لإقامة علاقات مع إسرائيل، ونحن نتباحث مع الأمريكيين للوصول إلى نتائج جيدة ترفع معاناة الفلسطينيين، وأضاف سموّه أنه في حال نجحت إدارة بايدن بأن تعقد اتفاق بين السعودية وإسرائيل فسيكون أضخم اتفاق منذ انتهاء الحرب الباردة، وأضاف سموّه بالنسبة لتعليق المفاوضات مع إسرائيل، وقال إن هذا غير صحيح..
وكل يوم نتقدم وسنرى إلى أين تصل وقال سموّه: «القضية الفلسطينية مهمة جداً ولا بد من حلها.. وتطرق ولي العهد أيضاً إلى الملفات الاقتصادية، حيث أكد أن المملكة تراقب العرض والطلب في سوق النفط.
وتتخذ ما يلزم من إجراءات استقرار الطاقة.. وعن مجموعة دول «بريكس» التي ستنضم إليها المملكة اعتباراً من يناير المقبل، قال سموّه: إن هذه المجموعة ليست تحالفاً سياسياً، وقال سموّه إن بلاده الأسرع نمواً حالياًَ في جميع القطاعات، وقال إن استقطاب السياحة مرتبط بتطوير القطاعات، ومنها الرياضة، والترفيه، والثقافة، وأضاف سموّه لا نمانع من تطوير قطاع الرياضة كما أنه أصبح فاعلاً في العوائد الاقتصادية. ومضى سموّه يقول «نعمل كي تسهم الرياضة بنسبة 1.5 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي قريباً» وحول السلاح النووي وما يتعلق بهذا الأمر، حيث قال سموّه إن توازن القوى في المنطقة يتطلب حصولنا على سلاح نووي متى ما حصلت عليه إيران «إلا أننا نتطلع لأن تنعم المنطقة وكافة دولها بالأمن والاستقرار لتتطور وتتقدم اقتصادياً وأضاف سموّه يقول «إننا قلقون ممن حصول أي دولة على أسلحة نووية، متابعاً «إنه لا فائدة من حيازة الأسلحة النووية لأنه لا يمكن استخدامها» وأكمل سموّه «أن أي دولة تستخدم السلاح النووي ستكون في حرب مع كل دول العالم، وإذا حازت إيران سلاحاً نووياً فلا بد لنا من حيازته بالمثل».
اللقاء والحوار كان مهماً للغاية ومليئاً بالمعلومات والإجابات الرصينة من قائد ملهم يعرف ماذا يقول وإلى أين يتجه ولا أستطيع في هذا المقال الإلمام بكل أطراف الحديث فقط أوجزت للقارئ بعض ما ورد فيها لأهميتها ويجب أن تبقى في الأذهان سنين طويلة لأن فيها ما يغني عن الأقوال، وتعتبر دستور في الإعلام العالمي، عاشت المملكة في يومها الـ93 وعاش قائدها وولي العهد الفذ الذي يشرف أينما كان، وأينما اتجه، وإلى مزيد من التقدم، والتطور، والنجاح، والفلاح بأمر الله..