د.عبدالعزيز بن سعود العمر
تبذل سلطتنا التعليمية كثيرًا من الجهود التعليمية المباركة التي يتم توجيهها نحو إغلاق عدد من الفجوات التي قد تظهر هنا وهناك في تعليمنا. وأقصد بالفجوة التعليمية بالفرق بين ما يمارسه خريجو التعليم في واقعهم الحياتي والمهني من عادات وسلوكيات وما تقدمه مؤسسات التعليم من قيم وممارسات، نريده تعليمًا يطور وينمي الواقع المعاش، دعوني أستعرض معكم بعض الفجوات التي يعمل نظامنا التعليمي على إغلاقها، فهناك مثلاً الفجوة بين ما يمتلكه خريج تعليمنا من مهارات (من جهة)، وما يتطلبه سوق العمل في الخريج من مهارات وقيم عمل (من جهة أخرى). ولا شك أن واقعنا يشير إلى الحاجة إلى تعزيز المواءمة بين متطلبات سوق العمل وبرامج التعليم. وهناك أيضاً فجوة ملاحظة بين نمط التعليم في المدارس ونمط التعليم في الجامعة، وهي فجوة قد يترتب على تعاظمها تدني أداء طلاب الجامعات، ومن أجل غلق هذه الفجوة ظهرت فكرة السنة التحضيرية. وهناك أيضاً الفجوة بين أفكار بعض التربويين الطوبائية (من جهة) والواقع اليومي في مدارسنا من جهة أخرى، وهذا ربما أدى إلى تدني استفادة تعليمنا من بعض التجارب التعليمية العالمية، وهذا يفرض على مخططي تعليمنا أن يضعوا أهدافًا واقعية ممكنة التحقق. وأخيراً هناك فجوة عريضة بين ما تعلمه مدارسنا لطلابنا من قيم وسلوكيات (من جهة) وما يمارسونه فعلاُ على أرض الواقع (من جهة أخرى)، نريده تعليمًا يظهر أثره الجميل في البيت والشارع ومؤسسات العمل. وأخيرًا أود أن أسأل: هل توجد فجوة تحصيلية بين أداء طلابنا وأداء طالباتنا (فجوة جندرية)؟