د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
العنوان «تناص» لشطر بيت في قصيدة صدحتْ بها كوكب الشرق أم كلثوم منذ عقود وما زالت جميلة.
«سهر الشوق في العيون الجميلة
حُلُمٌ آثرَ الهوى أن يُطيلَه»
توشحني مطلع القصيدة وتزينتُ بردائها وأنا أشتاق للكتابة عن يوم بلادي الوطني الـ [93 ]الذي حلتْ ذكراه القشيبة يوم أمس السبت الأول من الميزان الموافق للثالث والعشرين من سبتمبر الأول من الميزان فجاءت لوحات الجمال تصطف أمامنا تغمرنا ببهجتها وتحتضن أنفاسنا وكانت لزمن غير بعيد عنواناً يقبع على ناصية العالم ولكننا نطارده في أحلامنا فجاءت غِزاراً بقيادة استثنائية فلقتْ فكان كل فلق كالطود العظيم وأتحدثُ عن تاريخ بلادي اليوم المحفور في صياغات الأمجاد والبطولات، وعن الملك عبدالعزيز وحنكته وحكمته التي شنفتْ آذان التاريخ المكتنز بالدهشة والإعجاز فكتبتُ لأحملُ حديثاً يتسامى عن بلادي المملكة العربية السعودية تلك الفاتنة التي تبخترتْ أمام العالم اليوم وهي فخورة متجلية بقيادتها المتفردة، وتمدَّدتْ بلادي في رفوف الذاكرة العالمية؛ فاجتمعت في اليوم الوطني منارات من إضاءات بلادنا في كافة الأصعدة وعلى كافة المستويات؛ تدفقتْ منها جداول من مشاعر الشعب الحفيّ لترسم صوراً باذخة عن وطننا النفيس, وتبني منصات الثراء الداخلي الذي يتجاوز الشفرات والمفاتيح الخارجية وإن تباروا, وتتعانق فيه لحظات الفرح لتنثر واقعاً فواراً يسلّمنا تلك الصور والعلامات والرموز.
وهذا العام نحتفي بيومنا الوطني الثالث والتسعين وبلادنا تمتلىء بانتصارات القرار السياسي الذي لايشبهه قرار.وبامتيازات عالمية فريدة. وتزخر بلادنا بامتلاءات المنجز السياسي العالمي والمنجز االتنموي الداخلي الذي تتوالى منصاته فتعبق نسائم الخير في بلادي لتبشر بحاضر وافر ومستقبل يتسامى؛ فمنصاتنا التنموية في البحر تمخر عبابه؛ وعلى اليابسة تشعل مُدناً حديثة تنبض وفاءً لهذه الأرض لتتدلى النيرات في ميادينها فتعلن الامتداد والاستمرار وتُجلّي الحاضر في صور فاخرة..
وفي كل عام نكتبُ معاني اليوم الوطني لتكون حزماً من الانتماء والولاء، ونكتبُ لتصبح المسؤولية الوطنية مسؤولية أخلاقية كبرى ونكتبُ لنستنطق الحدث الكبير وننقش من أعماقنا صياغات التمجيد في المكانة والتمكين ونكتب حيث تاريخنا الوطني يضرب بجذور متينة في رِكاز المجد ويرتبط بالمبادىء القويمة التي تفيض عدلاً وفضلاً ومثالية متصلة ومتعلقة بالقيم النبيلة التي دائماً ما تكون جديرة بالاحتفاء والفرح والاستحقاق الأول والأخير لهذه الأرض.
لنحملها فوق الهامات ونباهي بها الأمم يردفنا مستقبل متين بقوة نفوذ متنامية بإذن الله وفي هذه الذكرى الغالية تشرق شموس توقد تلك المشاعر, تلكم هي منابع التنمية الوافرة ومصباتها الغزيرة حيث يتوالى في بلادنا حفز ذلك فاستُصدرت القوانين واستُحدثت توجيهات وأوامر سامية تقود حياة المجتمع إلى الأمن النفسي والاستقرار المنشود وقفزات تنموية شاسعة لصناعة التحول نحو التطوير بمفهومه العصري الحديث, وكان للشباب مفاصل أخرى انشق عنها ليلهم ليبلغوا في النهار أحلاه؛ فكان محيطهم باذخاً بكل منتج داعم ومحفز, وكانت حبال الوطن تربطهم ليصعدوا للمعالي وأصبح ذلك الحراك يجوب بلادنا موئل المقدسات وحاضرة الحرمين الشريفين تلك المقدسات التي تسمّى حكامنا بخدمتها تشريفاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين ملكنا سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.
بوح الوطن في اليوم الوطني
وطني..لحبِّكَ في العظام دبيبُ
وبك الأحبةُ والزمانُ يطيبُ
وقلوبُنا بكَ لن تفارقَ نبْضَها
وحنينُها أبدا إليكَ عجيبُ
شعر أحمد الصالح «مسافر» رحمه الله