إبراهيم بن سعد الماجد
93 عاماً مرّت على توحيد تراب هذا الوطن، ولكنها أكثر من ثلاثة قرون على بناء هذه الدولة.. دولة توحيد الله.. دولة الإمام محمد بن سعود.. دولة عز الإسلام والمسلمين.. لتكون ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يدي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - ذكرى شكر المنعم المتفضل، الذي أعاد لأرض الجزيرة العربية أمنها وإيمانها وقيادتها، ووحدة ترابها وإنسانها.
هذه الدولة التي قال عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -
(إن النهج التنموي في المملكة يستهدف صنع نهضة شاملة ومستدامة، محورها وهدفها الإنسان الذي سيدير تنمية الحاضر، ويصنع تنمية المستقبل بالمعرفة، حيثُ أُصدر العديد من التشريعات والتعديلات على الأنظمة واللوائح التنفيذية، ووفرت دولتكم الممكنات التي تعزز الكرامة للمواطن وتعمل على تحقيق أقصى المنافع له، وتصون حياته وتحفظ له سبل العيش الكريم، وتهيئة الحماية والرعاية الاجتماعية، ودعم أنظمة التطوير والاستقرار الاجتماعي)
إن ذكرى اليوم الوطني السعودي وكما قلت أكثر من مرة في لقاءات متلفزة ومذاعة ومكتوبة لا تعني الشعب السعودي فحسب، وإنما تعني كل من نطق بالشهادتين في مشارق الأرض ومغاربها، كون هذه البلاد قبلة المسلمين بوجود بيت الله الحرام، ومحط أفئدتهم بوجود قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشد الرحال لحرم الله في مكة المكرمة ومسجد رسول الله في المدينة المنورة مما جاء في الشريعة السمحة، ولذا فإن أمن هذه البلاد ورخاء عيشها، يتجاوز مواطنيها إلى كل مسلم ومسلمة مهما نأت بهم الديار.
إن مما نتذكره فنشكر الله عليه أن ما كان قبل 93 عامًا مضرب العجب لدى ساسة العالم، حيث كان الملك الموحّد عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - ما زال اليوم مضرب الإعجاب والإكبار في سياسات هذا الوطن العظيم، هذا الوطن الذي تجاوز كل الصعاب التي مرت بالعالم نتيجة لأزمات اقتصادية مختلفة، فكانت الدولة الأكثر ثباتًا، والأكثر نماءً رغم كل الصعوبات، وكانت الدولة التي يسعى كل ساسة واقتصاديي العالم إلى توثيق العلاقة بها.
الملك عبدالعزيز كان مثار إعجاب الساسة والمثقفين الغربيين، وقد قال عنه الكثير مقولات خلدها التاريخ، وما ذلك إلى لعظم دلالاتها على تفرّد هذا الزعيم.
يقول المستشرق السياسي «أنتوني ناتنج»: عن إنجازات الملك عبدالعزيز: «إنها من أكبر المعجزات بكل المقاييس العلمية»، وأن توطين البدو أكبر عملية توطين في التاريخ.
ويصف المستشرق «ك.س. تويتشل» الخبرة السياسية للملك عبدالعزيز قائلاً: إنه «من أشهر رجالات العصر، ولم تجتمع الجزيرة العربية تحت رجل واحد ما اجتمع لابن سعود منذ زمن طويل.
وهاهو الحفيد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يعيد التاريخ نفسه، بشدّ انتباه ساسة العالم إلى قوة بلاده، وقوة شخصيته، في مواجهة قوى العالم ، محافظاً على هيبة بلاده، وعزة مواطنيه.
يومنا الوطني لا يعني مجرد تذكر الماضي، وإنما استحضار منجزات الحاضر، التي راهنت قيادتنا على الوفاء بها، فكان أن كسبت الرهان مع قوى شرقية وغربية، فا حدثت ما لم يكن في حسبان مراكز الدراسات والبحوث الاقتصادية! فكانت النهضة الشاملة، وكان الاستقرار المالي الكبير.
وما قمة دول العشرين التي انعقدت في الهند قبل أيام عنا ببعيد، فقد شاهدنا هذا الزخم الكبير لحضور هذا القائد النجيب محمد بن سلمان، ليس عند الدولة المستضيفة فحسب، بل لدى جميع قادة الدول المشاركة، مما يؤكد على الزعامة والقيادة الفذة التي يتمتع بها سمو ولي العهد.
يومنا الوطني يجب علينا أن نبرز فيه المنجز السعودي محلياً وعالمياً، ولا يقتصر على إبداء مشاعر البهجة فقط، بل إن استعراض نهضتنا وتقديم بلادنا للعالم في هذه المناسبة هو الأجدر بنا، كون بلادنا حققت نجاحات كبرى، وأثبتت بكل اقتدار أنها عظمى.
كنت أود استعراض بعض المنجزات، لكنني وجدتها أكثر من أن تتسع مساحة هذه المقالة لها.
يومنا الوطني رسالة حب لكل العالم المتحضر الذي يبحث عن الأمن والأمان، ورسالة قوة وعزيمة بأن بلادنا سائرة على منهجها ولا تلين لمن يريد لها أن تحيد عن منهجها ودستورها، الذي أكده قائد بلادنا ووالدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بقوله: «إن دستور المملكة العربية السعودية كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو يعزز مبدأ الشورى، كما قال تعالى في كتابه الحكيم (وشاورهم في الأمر)، وتتخذ من هذا قولاً فصلاً، وعملاً في سياساتها وتحقيقاً لمستهدفاتها وبرامجها وقراراتها، وستظل متمسكة بهذا المبدأ.