د. علي بن صالح الخبتي
يعد اليوم الوطني مناسبة رائعة تتيح لنا جميعاً كمواطنين تقدير اللحمة والتوحد وتقدير وإحياء ذكرى تاريخ بلادنا المجيد والإنجازات التي حققتها بلادنا الحبيبة وتراثها وثقافتها التي نفخر بها جميعاً، ورحلة التطوير ومراحلها التي تحفز على المزيد من الإنجازات.. وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً دعونا نتعمق في أهمية هذا اليوم التاريخي والأسباب التي تجعله احتفالاً استثنائياً لجميع المواطنين والمقيمين على حد سواء.
أولاً: الاحتفال بالتاريخ: يمثل اليوم الوطني مناسبة للمواطنين لاستحضار النضالات والتضحيات الباسلة للآباء والأجداد التي قدموها وأنتجت وطناً متماسكاً قوياً يعتز بدينه وقيمه ومثله وأخلاقه وإنجازاته النوعية والتي أسست لبناء شامخ له مكانته العالمية بين دول العالم إلى المستوى الذي يدعو للفخر والاعتزاز.
ثانياً: الاعتزاز بالثراء الثقافي: كشفت لنا برامج ومشروعات رؤية 2030 الثراء الثقافي المتميز لبلادنا وفي كل زاوية منه.. وذلك بتنوعه ومستواه.. واليوم الوطني فرصة للتركيز على التنوع الثقافي والتراث. إنها مناسبة للمواطنين للعرض والاحتفال بتقاليد البلاد النابضة بالحياة والمتنوعة والعادات والموسيقى والطبخ والفنون المتمثلة في تنظيم كافة مناطق فعاليات ومعارض تقدم لمحات عن النسيج الثقافي الغني في بلادنا.
ثالثاً: تعزيز الوحدة الوطنية: يعمل اليوم الوطني كقوة توحيد فئات المجتمع وانصهارها في بوتقة الوطن.. إنه الوقت الذي يُجِمع المواطنون في كافة أنحاء الوطن على حب الوطن والاعتزاز به وبإنجازاته ويؤكدون على قيم الانسجام والشمولية والعمل الجماعي. ويتم تنظيم العديد من الفعاليات الوطنية المختلفة خلال هذا الوقت لتعزيز الشعور بالفخر الوطني وخلق ذكريات راسخة لجميع المواطنين. رابعاً: العروض والاحتفالات الوطنية: وتشهد هذه المناسبة عرضاً للأعلام الوطنية والأزياء والزخارف التي تزين الشوارع والمباني والأماكن العامة. ويبرز الجو المفعم بروح الوطنية، حيث يرتدي الناس الملابس التقليدية ويظهرون حبهم للوطن.. وتشمل الاحتفالات عروضاً موسيقية وعروضًا للألعاب النارية ومسابقات رياضية وأنشطة جذابة تأسر المواطنين من جميع الأعمار وتشركهم فيها في صورة آسرة تكشف المحبة والولاء والسعادة بالانتماء للوطن.
خامساً: اليوم الوطني مناسبة لإزاحة النقاب عن الإنجازات الوطنية في جميع المجالات واستعراض مكونات رؤية 2030 ومستهدفاتها المختلفة وغير العادية والتي- بإذن الله- ستحلق ببلادنا لتضعها في مصاف دول العالم المتقدم، كما أشار مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان وكما نرى من التقارير العالمية والمحلية التي تكشف بشواهد وأدلة وأمثلة نجاح مشروعات الرؤية وتحقيق مستهدفاتها يوماً بعد يوم وتقدم وطننا في المؤشرات الاقتصادية العالمية. وبالإضافة إلى وجود وطننا ضمن مجموعة العشرين التي تؤدي دوراً مهما في تشكيل وتعزيز الهيكل العالمي والإدارة في جميع القضايا الاقتصادية الدولية الرئيسية. واليوم الوطني أيضاً مناسبة لدمج ماضيه العريق مع حاضره الزاهي.. حيث يحتفل المواطنون بالمعالم والتقدم الذي تم إحرازه في مجالات مثل التكنولوجيا والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية والإصلاحات الاجتماعية.
إنها فرصة لتقدير التقدم المنجز والاعتراف بالجهود الجماعية لجميع المواطنين في بنائه والفخر به والذود عنه.
سادساً: الشكر والتقدير: اليوم الوطني مناسبة عظيمة يعبر فيها المواطنون لشكر الله تعالى على ما منَّ به على بلادنا من نعم وأمن واستقرار وإنحازات، ثم إنه مناسبة أيضاً للشكر والامتنان، يشجع فيها اليوم الوطني المواطنين على التعبير عن امتنانهم للقادة والمسؤولين والأفراد الذين يساهمون في تقدم البلاد وازدهارها. والكشف عن التضحيات للمؤسس والقادة والمواطنين.. والامتنان لكل من ساهم ويساهم في هذا البناء الشامخ واستمرار تقدمه وتطوره من رجال أمننا والموظفين والأطباء والمعلمين والمتطوعين الذين يعملون بجد لجعل الوطن مكانًا أفضل في جميع المجالات.
وخلاصة القول: يعد اليوم الوطني حدثًا بالغ الأهمية يدل على الفخر العميق والوحدة والروح لدى شعبها. إنها مناسبة لا تحيي ذكرى تاريخ الوطن وإنجازاته فحسب، بل تحتضن أيضًا التنوع الثقافي والإنجازات والتطلعات لمواطنيها. وبينما نحتفل باليوم الوطني لهذا العام، فإننا نقدِّر الماضي ونحتفي بالحاضر ونتطلع بهمة وعزيمة قوامها الايمان بالله ثم عزيمة ورؤى وهمة قادة الوطن ورجاله لتشكيل مستقبلاً أكثر إشراقًا. دام عز الوطن ووفق قادته وحفظهم وحفظ مواطنيه وأدام الله علينا الأمن والمحبة والاستقرار وما ننعم به من خيرات بفضله ومنه وكرمه إنه على كل شيء قدير.